شيخ العيطة الحسين السطاتي
تعتبر الموسيقى مرآة لحضارة أية دولة كانت، فهي تعكس للناس مدى حظها في الرقي أو التخلف..ولا يمكن أن تقوم نهضة موسيقية إلا في دولة ذات قيم حضارية..والموسيقى لغة عالمية بل هي اللغة الوحيدة التي تفهمها كل الشعوب على اختلاف ثقافتها، وهي تشكل فرعا من الثقافة وجزء من هوية الشعوب، فرُقي الشعوب من رقي موسيقاها ورُقي الموسيقى من رقي الشعوب.. والأغنية بما فيها من موسيقى وشعر وألحان وإيقاعات وأوزان، هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الأمة. والثقافة هي المصدر لكل تقدم والينبوع لكل ازدهار ونماء، وليست نتاج أو إفرازات هامشية للتنمية، كما تعد ركيزة مهمة من ركائز التنمية الشاملة.
والمغرب بلد غني بثقافته الشعبية وبثرائه الغنائي التراثي، وتتميز الأغنية الشعبية المغربية بتعددها وبطابعها الإزدواجي: أغنية عامية عربية، وأغنية عامية أمازيغية. فالأغنية المغناة باللهجة الدارجة العربية لها إطار جغرافي يتميز بالاتساع حيث تحيطه السهول الغربية وحوض سبو، وحوز مراكش، ومنطقة خريبكَة وأبي الجعد حتى مدينة بني ملال.. ويتوزع المشهد الطبيعي في هذه المناطق بين السهول والتلال، بين البلاد الساحلية والبلاد القارية، وكل هذه العوامل أثرت على أسلوب الأغنية في هذه المناطق، وفيما يتعلق بالأغنية الأمازيغية فهي تتمركز على العموم بالجبال، بما في ذلك جبال الأطلس وجبال الريف. ومن بين أشكال الأغنية الشعبية المغناة بالدارجة العامية المغربية نجد فن “العيطة”.
والعيطة كما هو معروف؛ هي غناء تراثي مركب، يجمع بين الموسيقى والغناء والرقص، فن واكب مجموعة من التطورات الاجتماعية التي انطلقت من مخالطة اللسان العربي بصفة فعلية لسكان كثير من المناطق المغربية الأطلسية، التي تقع خلف الهضاب الأطلسية، عند أقدام جبال الأطلس المتوسط، إلى منطقة الغرب، وإلى تخوم جبال الريف بالشمال، وكذلك أقدام الأطلس الكبير في فسحة الحوز ثم إلى منطقة تافيلالت سجلماسة، وكذا فيما يليها المناطق المجاورة بما في ذلك؛ الشاوية، ودكالة وعبدة إلى حدود مناطق حاحة..وفنيا هي فن شعبي مغربي- موسيقى وغناء ورقص- يأتي فيه الإيقاع الموسيقي مصاحبا للكلام، وهي أغنية مهيكلة على شكل أجزاء، تنطلق من بداية وتحتمل جزأين إلى تسعة أجزاء أو أكثر وتنتهي بخاتمة، وتحتوي على مجموعة من المقاطع الغنائية والفواصل الموسيقية الإيقاعية في منظومة تختلف عناصرها باختلاف أنواع العيطة نفسها. وهي في الأصل أغنية تراثية محلية، كلمات وموسيقى وألحان ورقصات، تختص بها كل منطقة على حدة، وتختلف من منطقة إلى أخرى. ومواضيع مختلفة قد لا يدرك لها معنى من غير أبناء تلك المنطقة، سوى من كانوا مولعين أو مهتمين أو باحثين في التراث العيطي، وهي منذ عقود تسير زحفا سلحفاتيا وتنشد الوصول إلى العالمية، وقد عانى هذا الفن لعقود طويلة من التهميش والإقصاء لارتباطه بالعمق البدوي، وأدائه بتلك اللهجة المغربية العامية البدوية. فإلى أي حد ساهم هذا الغناء في تطور الأغنية المغربية؟ وهل الأغنية العيطية لعبت دورا في الدفع إلى الأمام بعجلة النمو في المجتمع؟ وكيف تسنى لهذا الفن البدوي أن يساهم من جانبه في تنمية البلد؟
إن كلمة التنمية في اللغة العربية هي مصدر لفعل نمًى، وتعني الرفع والزيادة، وسعى التاجر إلى تنمية تجارته، أي الرفع والزيادة في أرباحها ورأسمالها. والتنمية الاقتصادية تعني الرفع من مستوى الإنتاج والدخل الوطني، أما التنمية المستمرة فهي التنمية التي تتوفر لها مقومات ناجحة ثابتة تكفل لها الاستمرار. وقد أعطيت عدة تعريفات للتنمية الشاملة من بينها أن التنمية تعني في آن واحد: التطور، والتغيير في الحالة القائمة، والتقدم، والاغتناء، والتفتح. وتقاس التنمية ليس فقط بازدياد الإنتاج كما ونوعا، بل أيضا بالتحسن الذي تحمله إلى الإنسان وإلى طريقة حياته..وفيما يتعلق بالتنمية الثقافية فهي الاغتناء بالثقافة وتقوية لأشكال التغيير الثقافي، وعملية لنشر الثقافة عن طريق توفير الظروف المناسبة للإنتاج وللإبداع وتوفير الظروف لامتلاكها، وهكذا أضحت الثقافة إحدى المعطيات الرئيسية بل الأساسية لكل سياسة تنموية واجتماعية واقتصادية أو تكنولوجية علمية.
وفن العيطة هو نداء كتعبير عن ألم مشترك، وعن الحب بلذاته وعذاباته..يشكل صرخة الإنسان القروي، وهو نداء القبيلة والاستنجاد بالسلف، لتحريك واستنهاض الهمم، واستحضار ملكة الشعر والغناء..أشعار تغنى باللهجة العامية المغربية، تحمل قيما إنسانية قوية، مازالت تصدح بها حناجر المغنيين من أشياخ وشيخات..فهو تراث أصيل ومعمر وفن حي متحرك ومتجدد. فن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ليؤكد أصالته في أشكاله وقوالبه الموسيقية التقليدية، كما يؤكد حداثته في الاستفادة من الأحداث والوقائع كعوامل مثيرة للإبداع والتجديد والإنتاج، وقد ساهم من موقعه في تنمية البلاد سواء من حيت المضمون والنص العيطي، أو من حيث الفنان العيطي بصفته منتجا تنمويا، وقد تطرقت القصيدة العيطية إلى مواضيع مختلفة، منها العاطفي، والاجتماعي، والسياسي.. كما تغنت بجمال المرأة وجمال الطبيعة، وبالخيل والفروسية.. والأغنية العيطية في المقام الأول هي أغنية حماسية ثورية تحريضية، تدعو إلى التمرد والثورة على الظلم والطغيان كما نجده في نص العيطة الحوزية على سبيل المثال في رائعة “عيطة حرودة”:
ولالة يا لالة أنتِ شوفيه….وهاه أهاه غير ركبو وسيرو عل الله
وهاه أهاه ياودي غير سير واجي…وهاه أهاه دبا يعفو ربي
ولالة يالالة ياك لهوى صعيب…وهاه أهاه غير ضربو ولا تهربو حتى يعفو لكريم
وهاه أهاه ما بقا فيا حال….دابا العالي يتوب يتوب
ويتوب علينا كاملين….وطالبين ضيف الله
إلى نهاية هذا الجزء من هذه القصيدة التي تدعو إلى الاجتهاد والجهاد ومقاومة المستعمر والنضال والتوكل على الله، وقد ركبت هذه الكلمات على إيقاع مركب صعب، وتم غناؤها من طرف شيخات وأشياخ بأصوات باكية شاكية، ونائحة نادبة، حيث سيختم الزجال العيطي الرحماني هذه القصيدة، بتفاؤله بالمستقبل الزاهر، وليرفع بذلك الإيقاع الموسيقي من المركب المعقد إلى البسيط السهل، وكأنه بذلك يرفع من معنويات المتلقي ذلك المقاوم المحارب، ويرمي به إلى اليسر بعد العسر، وإلى رغد العيش بتحرر أرضه وقهر العدو المستعمر، وكأنه في نظمه يوجه خطابا للتنمية البشرية الذاتية، وذلك عبر الكلمات التالية من نفس القصيدة، بالمناداة والعيط والدعوة إلى التكتل والوحدة والتآزر والتكافل وهي من صفات التنمية في المجتمع.. في إشارة إلى الاجتماع بالسوق الأسبوعي بالمنطقة بصفته مكان للتعارف وللرواج التجاري ومنبع للمتع المادية والحسية:
وها وليدي هاه رواح ياوا نتسوقو لاربعا.
داك الرحماني أجي نتسوقو لاربعا
يتجمعو لولاد ونتسوقو لاربعا
نحصدو لبلاد ونتسوقو لاربعا
نحرو لبلاد ونتسوقو لاربعا
نديرو اللامة ونتسوقو لاربعا
وتُختم هذه العيطة ب”السدة”:
وها وليدي هاه رواح أوا نتسوقو لاربعا…وياك الله كريم عطانا ربعا وهاه..وها وليدي هاه.
في هذه الخاتمة إشارة تشويقية ودافعية قوية إلى الكفاح والجهاد، وتذكير المقاومين بما ينتظرهم من رغد العيش بعد قهر العدو واسترجاع الأرض، وإمكانية تعدد الزوجات وهي سنة أحلها الله.
وإذا أخذنا من عيطة “الحساب الزعري”، المتفرعة من “العيطة الزعرية”، نجدها هي الأخرى تدعو إلى طلب العلم والعمل والاجتهاد والجهاد فذلك أساس التقدم والازدهار والنماء كما هو في الأبيات التالية:
تكَعدو يا لولاد…نحرتو لبلاد
نوض تجاهد…علاش ع كَاعد
نوض تكَعد….نتسوقو بجعد
تحرك وشارك…علاش ع بارك
فارس وحدو…آشنو جهدو
ايلا ما تفك حروف…ع سكت وشوف
الرويس بلا قراية…نديروه طفاية
الرويس الخاوي… باش بغا يدوي
ما يعرفش يعيش…حيت مقاريش
هذه عشرة أبيات من عشرات بل من مئات الأبيات من فن “حساب العيطة الزعرية”، وفيها الناظم الشيخ العيطي يدعو إلى العمل والاجتهاد، لأن أساس كل تنمية هو العمل الصالح بكل تفان ونكران للذات، وهو يوظف ذلك في “الحرث، وضرورة التعلم وذلك بتشبيه رأس غير المتعلم بمنفضة السجائر، والجهاد والاجتهاد..كما يذكر بأن القوة تكمن في العمل الجماعي.
ونجد كذلك في عيوط أخرى الزجال يوصي بالحفاظ على البيئة بكلمات تحسيسية توعوية، وذلك لأهمية البيئة في الفعل التنموي، والتشجيع على الصيد والقنص، كما في عيطة “الغابة” تلك العيطة الغرباوية الرائعة:
مال الغابة مقلقة….من حر المنشار خايفة.
تبكي وتكَول يا حبابي وسيختو بيا.
برجليا مشيت للغابة….سبحان الله يا عجابة
بعينيا شفت شي دياب…دياب عندها النياب
ودياب لابسة الثياب….ودياب معاشرة كلاب
عيطت مَ جاني جواب….مَ قريت للغابة حساب…. مَ لقيت لا صحاب ولا حباب..ورجعت أنا من الباب
كما تطرقت العيطة إلى تشجيع السياحة الجبلية، وهي تتغنى بجمال الطبيعة المغربيةالخلابة ،كما هو الشأن في العيطة الجبلية “زين الجبل”:
أهلا يا أولاد بلادي السلام عليكم…مرحبا بولاد بلادي وألف مرحبا بكم
عليكم السلام يا سيادي…. أرض اجدادي خضرا يا سلام
شيلاه ضمان بلادي سيدي لحبيب يا الوالي…. زين بلادي في الجبل العالي
لالة لالة لالة مزين الكَلسة مع لحباب…لالة لالة لالة خليوني نشوف زين الجبل
شحال يقدني وأنا نتسنا كواني زين الجبل…مولاي عبد السلام سيادي شيخ جبالة
ااه يا ولاد بلادي لعفو لله….أراو لي زين الجبل جيبوه بالغيطة والطبل
هذه بعض الأمثلة لمساهمة النص العيطي بالتشجيع على طلب العلم وعلى العمل والاجتهاد والجهاد، وتشجيع السياحة والتعريف بجمال الطبيعة، ناشدا بذلك الازدهار والرقي للفرد وللمجتمع..لأن الفرد المتعلم العامل هو شخص صالح لنفسه وللمجتمع، فتحسين ظروف العيش الإنساني لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل، بل بفرض تحسنا مستمرا لنوعية الحياة نفسها، والإنسان المثقف هو المصدر وصمام الأمان لنجاح عملية التنمية، وبالتالي الانتقال من حالة التخلف واللاوعي، إلى مرحلة الانتماء إلى روح العصر مع كل ما تحمله تلك الروح من قيم روحية وأخلاقية. والعنصر البشري هو محور وهدف التنمية في آن واحد. وهذا هو الهدف الأسمى بحيث تهدف التنمية إلى بناء الإنسان بناء معنويا، والإنسان المبني هو الذي يبني، وعن هذا الهدف تتفرع باقي الأهداف الثانوية الأخرى من اقتصادية واجتماعية..ومن جهة أخرى فإن الإنسان هو الذي يسير ويشارك وينفذ التنمية. وهو بالتالي جسدا وفكرا مليئا بالمشاعر والأحاسيس والأفكار والمعتقدات والمواقف والاجتهادات والتطلعات والرغبات..وهذا كله يشكل عوامل حاسمة في عملية تسيير التنمية وتوجهها في هذا الاتجاه أو ذاك..
إن النظرة إلى مجموعة غنائية عيطية “رباعة الشيخات”، كفيلة بأن تظهر لنا بأن فن العيطة هو فن المساواة بين الجنسين “شيخات وأشياخ”، وهذا الحق شرط أساسي للتنمية، حيث نجد المرأة تحتل مكانة مهمة داخل الفرقة العيطية، فهي كما الرجل تغني وترقص وتعزف على مختلف الآلات، وقد نجدها بنفس العدد أو أكثر، وقد أعطتها العيطة حرية تتعدى أحيانا حرية الرجل، فصارت بذلك فاعلا تنمويا، شاعرة متمردة، ومقاومة مناضلة، وصوتها يمثل صوت الاحتجاج.. وكانت بلباسها التقليدي وحللها وحليها، تقوم بدور سفيرة الموضة والعارضة للأزياء التقليدية النسائية المغربية ولهذه الحلل، وبذلك من هذه الناحية ساهمت في رواج هذه التجارة. كما أن الفرق الغنائية العيطية حاضرة بقوة في الساحة التنشيطية الغنائية داخل وخارج الوطن؛ فهي تأثث فضاء المهرجانات، ومواسم الفروسية التقليدية “التبوريدة”، والملتقيات، والحفلات، والأعراس.. وتساهم في صناعة الفرجة ونمو اقتصاد البلاد..
إن للفن أهدافا تنموية نبيلة لابد من رعايتها وتثبيت دعائمها في المجتمع، وشخصيا بصفتي فنان شعبي أشكل قطرة في البحر العيطي، أسعى إلى إحياء تراثنا وتجديده وتطويره وتقديمه في قوالب معاصرة، لأن التراث الذي لا يُطور يموت، نعم نغني العيطة على مثل ما كان لها من أهداف رفيعة، ولكن يجب أن تأتلف وحاجيات هذه الأيام، لأن الأمس قد ذهب وانطوى، ولم يبق منه إلا حب الحاضر لأيامه الذاهبة. ومن هذا وجب تطوير هذا التراث بما يتناسب مع الذوق المعاصر ومع متطلبات العصر مع الحفاظ على هويتنا، ليكون فنا هادفا تنمويا، ومن تم تصل الرسالة التي أسعى إلى إيصالها، لأن العيطة الأصيلة ليست فن لهو وترفيه ومتعة فحسب، وإنما هو فن ذو رسالة هادفة منذ نشأته، نداء للجهاد وللاجتهاد، ولكوني زجال ومغني لفن العيطة فإنني أبدع وأضيف إلى النصوص العيطية التراثية من إبداعي، وأستحدث أغاني شعبية تعالج مواضيع عاطفية واجتماعية.. لكن هذا لا يعني أنني أنسى تاريخ أجدادي الفني. فليس من الضروري أن نبدع من لا شيء، وقد يكفي أن نضيف شيا إلى شيء أو ننقص شيا من شيء فيصبح شيئا. وإن حماية الإرث الفني الثقافي اللامادي والدفاع عنه وتطويره هو واجب وضرورة ملحة، فالثقافة لا تنشأ من لاشيء، وليست محكومة بالجمود والتبات، فهي تحمي لنا القيم الإنسانية الأساسية التي نؤمن بها..لنعرف ذواتنا، فمعرفة الذات تمكننا من السير في طريق التطور والتحديث، فليس المطلوب التخلي عن ثقافتنا المحلية، بل المطلوب أن تكون لدينا ثقافة متجددة تؤمن لنا المشاركة الحضارية في المجتمع الإنساني.
وختاما لهذا المقال، فبصفتي شيخ للعيطة، موسيقي كومنجي ل”رباعة الشيخات”، ومغني ممارس ومهتم بهذا الفن، فإنني أشبه الساحة الفنية العيطية بمحطة طرقية كبيرة للحافلات، تنغل وتنمل بالأشخاص من كل صوب وحدب، حافلات تدخل للتو، وأخرى غادرت، وحافلات تحدث ضجيجا وجعجعة وهي متوقفة بمكانها داخل هذه المحطة، حافلات بصيانة جيدة لا تشكل خطرا، وحافلات ذات حالة ميكانيكية وهيكلية مزرية وصيانة مهترأة متردية، تشكل مصدر خطر للفرد وللمجتمع..والمسافرون بهده المحطة تائهون منهم من وصل، ومنهم المستعد للسفر، ومنهم من ينشد الوصول في أسرع وقت، ومنهم المقيم بها لمدة، ومنهم من دخلها لأول مرة يقف حائرا يتفرج فيما يجري بها، ومنهم المسافر الذي تقطعت به السبل ويتسول من أجل إتمام الرحلة، ومنهم من لقي نحبه وهو يتزاحم ويتعارك من أجل الركوب..محطة تعيش فوضى وعشوائية يسودها قانون الغاب، البقاء فيها للمحتال والمراوغ وللأقوى، يسودها؛ اللغط، والهرج، والمرج، والصراخ، والعيط، والاستنجاد، والاستغلال، والابتزاز، والتسول، والتحرش، والبيع، والشراء.. كما ينشط بداخل هذه المحطة؛ السارقون والسارقات، والهاربون والهاربات، والسماسرة، والبغايا والباغيات…وكل مسافر يتشبت بتذكرة سفره، لأنه يعرف أنه إن لم يحضر في وقت “جدبة” العيطة لا تقبل منه شكاية. ورغم هذه الفوضى التي تعم هذه المحطة فهي مصدر رزق لكثير من العباد وتساهم في تنمية البلاد.