محمد صقلي
كما لو انت لا مواطن. بمعنى شخص زائد فائض بلا وطن.
من نذروا انفسهم لوضع فهرسة الوجوه و الاصوات التي توالت على ميكروفون ستوديو أربعة بالاذاعة الوطنية. ولا واحد منهم أو منهن أثبت اسمك أو نشر صورة لك.
و عند الاحتفاء بانطلاق البث بمحطة اگادير حيث كنت الصوت الذي اعطى الانطلاقة بها. انت اسم لا يذكر.
امعانا في اقصائك من الرباط جاءت رصاصة الرحمة بانتزاعك من اگادير و ترحيلك إلى مراكش.
اي عناء هذا و اي اهتمام و اي تأطير. في اقل من ثلاث سنوات. يتم الأمر بتنقيلك و انت تحت رحمة كاشي صالير اي ما دون راتب معلم او ممرض.
و تحتفي محطة مراكش بعيد ميلادها او احياء ذكرى اليوم العالمي للراديو. لا اثر و لا خبر. رغم كوني قضيت بهذا الاستوديو زهاء عشرية زمنية. و اضطلعت بادوار ما كان ليفي بها طاقم كامل. صوت اذاعي في الأخبار، في الطولك شو البرامج الحوارية على تباين مواضيعها و اختلاف الضيوف من مسؤولين وطنيين و محليين،رؤساء مصالح، جامعيين، مهنيين فنانين. أدباء و مثقفين..
هذا فضلا عن الحضور الدائم في البث المباشر.
فترة مراكش كانت على مرحلتين اذ تخللتها مدة العمل لسنتين و نصف مباشرة شهرا بعد المسيرة الخضراء بكل من طرفاية ثم العيون. و رغم تعاقب احياء ذكرى المسيرة على امواج محطة العيون
و استعراض الوجوه و الاصوات التي عملت و استماتت في أداء هذه المهمة النبيلة لا ذكر لاسم كاتب هذه السطور. فيما كان العاملون كافة على شفة الاستشهاد.
ليتك لم تطأ قدامك يوما عتبة الراديو سيء الذكر. وها انت ترى الطواويس ينشرون ذيولهم زهوا و تفاخرا بانتمائهم
للإعلام الإذاعي و يصرون على تجاهلك
و منهم من لا علم لهم اطلاقا بأنك يوما كنت من فرسان الميكروفون. و كان لك اسمك و بصمتك. و ايضا اعتراف من قبل الشرفاء الذين ربطتك بهم زمالة نبيلة و نقاء المنافسة.