” عرس الأحلام “صور فنية للأستاذة والفنانة التشكيلية والمصورة: دينا كارسيا كلمات الأستاذ: محمد كمل

جسر التواصل6 يونيو 2020آخر تحديث :
” عرس الأحلام “صور فنية للأستاذة والفنانة التشكيلية والمصورة: دينا كارسيا كلمات الأستاذ: محمد كمل

كلمات الأستاذ: محمد كمل

إهداء إلى : ” عمر الشريف” و ” يوسف شاهين”

قرر القمر أن يكسر وحدته التي لبثت رقراقة على مدى تعاقب العدد والتاريخ .. شدة آلام وحدته تبدو على وجهه الشاحب أبدا والذي تضاريسه تصرخ بما آل إليه من حرارة الوحدة ،
قرر القمر بعد تفكير عميق وليلة عمل شاقة رفقة النجوم والكواكب البعيدة وخفة السحاب وكثرة تحركاته فهو من مواليد “نيسان” لا يستقر على حال كلما حاول القمر أن يتقاسم معاناة الوحدة مع نجم قريب إلا وحضر السحاب حاجبا النجم المخاطب تاركا القمر في حيرة من أمره في أكبر قاعة الإنتظار الكون..ومع ذلك كان القمر قد قرر الزواج فابتسمت الأشجار والطيور والأنهار وأغلقت المقابر والمستشفيات إلى أجل “غير مسمى” وطيور الموت الجميلة جمعت ريشها في حقائب معلنة عن سفر مرتقب ووشيك..
وسمعت زغاريد كل طيور الأرض والسماء وحبس الفضاء أنفاسه..وأعلن “اللقلاق”: ” إبن بطوطة” كل الأزمنة في تصريح بحضور القمر انه هو الذي خبر السفر من مشارق الأرض ومغاربها هو لوحده من سيبحث ويجد عروسة للقمر شريطة أن تكون العروسة المناسبة القادرة على حفظ وتقدير سحر وجمال القمر وعندما سمع القمر هذا المدح فيه أنتفض ثملا بكلام عسل ناسيا شفاء الليل وشغب السحاب والمبيت في الخلاء لقرون خلت ،
وقام القمر بحجز ورود “الحدائق المعلقة” و”ورود سمرقند” و”تلوين و”قلعة مكونة” وجنات “إرم ذات العماد” وقرر في نشوته إعدام الصيف والشتاء و الخريف مرتين وأن الزمن الآتي سوف يكون في المستقبل ربيعا ربيعا ربيعا ربيعا وفقط مما جعل”Vivaldi”يرميه بنظرة حقد ولوم غريبة عليه وهو من صاحبه في كل موسيقاه..
وان كل من يعمر إن في الأرض أو في السماء او بينهما سوف يسعد إلى الأبد – بمن فيهم أنا كاتب هذا الهذيان- و أن الموت قد سافر إلى ما لارجعة..وأصبح الغيث عطرا ينثر على الأرض والسماء المسك والعنبر والقرنفل والبيغونيا والعوسج وبدت ملامح الفرح ترسم على الكون وأصبح قوس قزح لايفارق أبتسامات الشجر والريح والبشر وبعد ليلة فرح حضر اللقلاق مزهوا بكونه وجد من ستكون زوجة للقمر وأنه سيسعد الدنيا والقمر بالخبر وشرع في الحديث عن الشمس وأصلها الطيب وجمالها الذي لايخفى على أحد وطيبتها وجودها وكرمها وغيريتها وأنها هي بدورها تحترق من آلام الوحدة..
فرح الجميع وثم عقد القران في لوح من المرمر المرصع بالجوهر واتفق القمر والشمس على إقامة عرس اجمل من “ليالي شهرزاد ” و” ليالي جعفر البرمكي والعباسية أخت الرشيد “وان مكان العرس هو “بحيرة البجع ” وبحضور كل جوقة “تشايكوفسكي” وغناء “فيروز ونجاة الصغيرة وشادية وعليا وإسمهان وهيام يونس ووديع الصافي ومحمد عبد الوهاب وليلى مراد وشيخ إمام وأحمد قعبور وماجدة الرومي وجاك بريل وليو فيري وكاترين سوفاج وإيديت بياف ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فويتح وعبد الهادي بلخياط و رجاء بالمليح وعبد الوهاب الدكالي وماجدة عبد الوهاب “
واتفق الجميع على كل صغيرة وكبيرة ولكن وضدا على رغبة الجميع وقع ما لم يكن في الحسبان ووقف اللقلاق حزينا ليبلغ العالم ان “عينا عابرة للقارات” قد أصابت هذا العرس- الزواج وأنه في هذا الصباح وقع الطلاق قبل البناء بين الشمس والقمر ذلك لأن الشمس لا يمكنها السهر وأن أشعة الشمس غير مناسبة لعيون القمر.

 

Views: 1

الاخبار العاجلة