عمر عاقيـــــــــــــل
تنازل الديربي البيضاوي مرغما عن قوته وعن توهجه التي كان عليها في سنوات مضت، حقيقة مهما تكالبت ردود الفعل المضاد حولها إلا أنها ستبقى واضحة المعالم ودليلها المستويات الكارثية التي وصل إليها مستوى مباراة الغريمين فنيا وجماهيريا، ومعها تقلصت حجم الفوارق الفنية بين مباراة الديربي وبقية مباريات البطولة الوطنية.
أنظروا في مصير الرجاء الحامل للقب البطولة بدون هزيمة والحامل لأحلام المغاربة رفقة الجيش في دوري أبطال أفريقيا، ومستوى الوداد الذي قام بثورة بشرية همت شاكلته الرئيسية وتعاقده مع الجنوب أفريقي موكوينا والحامل لمشعل الكرة المغربية في كأس العالم القادمة، لتخرجوا بقناعة بأن ديربي الدارالبيضاء لم يعد قويا ولا مثيرا ولا مغريا للمتابعة سوى في ما يحيطه من تصريحات وبرامج وكتابات وسجالات بين مواقع التواصل.
قد تتبعثر نتائج الغريمين مدا وجزرا لكن الحقيقة المرة أن يتنازل الفريقين عن قيمتهما خلال مباراة الديربي، فنيا لم نعد نرى ما يغري بالمتابعة أو حتى في حضور الجماهير في المدرجات بكثافتهم المعهودة سابقا، الديربي البيضاوي حقيقته يعاني ضعف المستويات ويعاني ضعفا كاملا في العوامل المساندة وأعني بها منظومة جامعة الكرة الموقرة، تلك المنظومة التي لم تحسن في صناعة المفيد للبطولة على غرار الإهتمام بالمنتخبات الوطنية، بقدر ما كانت ولاتزال تسير في الإتجاهات الخاطئة بمستوى هيكلة تقييم وتقويم البطولة الوطنية، ولعل التحكيم الكارثي، والبرمجة غير المتوازنة خير من يمكن الإستدلال بهما لتأكيد هكذا حقيقة تراجع مستوى البطولة وتأثيرها في مفاصل الديربي المغربي.
يمكنني اليوم جازما أن أنتقص من قيمة الرجاء والوداد ومن غياب التميز الذي طالما أبدعا به مباراة الديربي، وإذا ما كررت تدوين قناعتي حول ضعف هذا الديربي فهذا لايعني بالضرورة الإنتقاص من قيمة الفريقين، أقول ذلك معتقدا بأن أي تقييم لوضعية الديربي اليوم لن يختلف عن ما لم يكن عليه بهذا المستوى الفني الضعيف فيما سبق، الديربي الذي كان مفروشا طريقه في تحقيق الإنتصار حيث يتفوق صاحب الفريق المحدود تقنيا الغارق في نتائجه السلبية على نظيره الذي يحمل من النتائج الإيجابية والمرشح لنيل اللقب بمستوى كبير عما يعيشه الفريقين من مستوى متواضع جدا.
تساؤلات كهاته تعصب علينا معرفة لماذا تنازل الديربي عن قوته، وعن المكاسب التي حققها عالميا إلا إذا كان حضوره اليوم مجرد (فقاعة صابون) ضمن مباريات البطولة الوطنية، لأنه وببساطة علينا أن نعترف أن مباراة الديربي تغيرت ملامح القوة فيها، وإذا ما سار على منوال ما يسير عليه اليوم فالقادم سيجعل من هذه المباراة صورة سوداوية من مشهد مغاير بين سطور المكتوب الذي تعيشه المنافسة المحلية بكل سلبياتها.
بما يكفل ضرورة الإجتهاد أكثر في تغيير واقع البطولة الوطنية ومعها يستعيد الديربي توهجه المفقود، أما المكابرة والعزف على مقولة (الديربي المغربي الأفضل عربيا وقاريا) فهذه هي الكذبة الكبيرة التي مهما حاولنا تمريرها أو الإقتناع بها ستبقى مكشوفة ولن يقبل بها الجمهور المتفهم لأحوال الديربي وواقعه ما يجعله يفرق بين ما يراه وبين ما يقوله الواقع.