جسر التوصل/ الشارقة
زار محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل ، معرض الشارقة الدولي للكتاب،
ورافقه أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب في جولة شملت مختلف أرجاء المعرض والأجنحة المشاركة، واطلع على التنوع الكبير في الإصدارات العربية والأجنبية التي تتضمن كتباً بمختلف لغات العالم، كما استمع إلى شرح حول الفعاليات الثقافية المصاحبة التي تجمع نخبة من الكتّاب والمثقفين حول العالم، مما يتيح فرصة استثنائية لتبادل الأفكار والخبرات في هذا الحدث الثقافي العالمي.
وتفقد الوزير وأحمد بن ركاض العامري جناح المملكة المغربية المشارك في المعرض، حيث اطلعا على البرنامج الثقافي المغربي، الذي يضمّ ندوات وجلسات حوارية يشارك فيها مجموعة من المفكرين والأدباء المغاربة، ويعكس ملامح المشهد الثقافي في المملكة، وشملت الجولة دور النشر المغربية المشاركة في المعرض، والتي تضمّ أكثر من 25 ناشراً مغربياً يعرضون ما يزيد على 4 آلاف عنوان متنوع بين الأدب والفكر والفنون.
وخلال الجولة، اطلع الوزير على مجموعة من المخطوطات النادرة التي تعكس غنى الإرث المغربي في مجالات علم الفلك والجغرافيا والرحلات، بما في ذلك أعمال مميزة لأبرز العلماء المغاربة، وخريطة الشريف الإدريسي التي تعدّ واحدة من أهم الخرائط التاريخية. كما شاهد نسخاً نفيسة من القرآن الكريم تعود لقرون مضت، إلى جانب مجموعة من الآثار المكتشفة في المغرب، والتي تسلط الضوء على التنوع الثقافي والحضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة التي مرت بها المملكة المغربية.
وفي حديثه خلال زيارته، أكد الوزير القيمة الكبيرة التي يمثلها معرض الشارقة الدولي للكتاب باعتباره واحداً من أهم المعارض العالمية في قطاع النشر والكتاب؛ حيث يعبّر عن أهمية القراءة وضرورة تعزيز اقتصاد المعرفة.
وأشار إلى أن مشاركة المغرب كضيف شرف في المعرض تمثل فرصة استثنائية للتعريف بالثقافة والتراث المغربي، من خلال الرواق المغربي الذي يجمع بين فعاليات مميزة ومعروضات أثرية وتاريخية تعكس غنى التراث المغربي. وأوضح أن المعرض يُعدّ منصة مهمة للناشرين المغاربة الذين يمثلون قطاع النشر في المغرب، حيث يعرضون أحدث وأهم الإصدارات التي تُعرّف زوار المعرض من الإمارات والعالم بنتاجات الثقافة والمعرفة المغربية، وما يقدمه كتّاب وأدباء المغرب.
وأضاف الوزير أن سوق النشر في الشارقة يُعدّ واحداً من أكبر أسواق النشر عالمياً، مما يجعل الحضور المغربي يتجاوز مجرد تمثيل ثقافي إلى كونه خطوة لتعزيز الاستثمار في قطاع النشر والتوزيع، وتطوير القطاعات المعرفية والثقافية بين المغرب والشارقة. وأكد تطلعه إلى توسيع الشراكات مع الشارقة في هذا المجال، خاصة في مجالات تبادل حقوق النشر وحماية الملكية الفكرية، لافتاً إلى أن الكتاب المغربي أثبت جدارته، وحظي بإقبال كبير من القراء في أنحاء العالم العربي وخارجه، ليشكل الحضور المغربي هنا تجربة رائدة ومهمة.
واختتم بأن الحضور المغربي في المعرض تخللته مناقشة العديد من الأفكار البناءة التي تهدف إلى توطيد التعاون الراسخ مع الشارقة، معبّراً عن تطلعه إلى إطلاق مشاريع مشتركة تُسهم في دعم وتطوير قطاع الثقافة والمعرفة.
من جهته، عبّر أحمد بن ركاض العامري عن ترحيبه بزيارة الوزير، مؤكداً أن هذه الزيارة تجسد الاهتمام العميق الذي توليه المملكة المغربية الشقيقة للشؤون الثقافية، وإبراز التراث والإرث الحضاري المغربي في المحافل العالمية. وأوضح أن اختيار المملكة المغربية كضيف شرف لهذا العام يعكس مكانتها كرمز للثقافة الأصيلة التي تجمع بين الشرق والغرب، ويتيح منصة فريدة لتعريف العالم بعمق التراث المغربي وإبداعاته الثقافية المتنوعة.
وأشار العامري إلى أن الإقبال الكبير على الجناح المغربي، من قبل الجمهور يُعد دليلاً على اهتمام المجتمع الإماراتي والدولي من جمهور المعرض بما تقدمه المملكة من فكر وأدب ومعرفة. لافتاً إلى أن الفعاليات والجلسات الحوارية التي تنظمها المملكة خلال مشاركتها تخلق مساحة واسعة للتبادل الثقافي والتفاعل مع جمهور متنوع، وهو ما يؤكد عمق العلاقات الثقافية الممتدة بين الإمارات والمغرب.