الكاتب والباحث يكتب في حديث الأثنين : الدرس من اضراب طلبة كليات الطب

جسر التواصل10 نوفمبر 2024آخر تحديث :
الكاتب والباحث يكتب في حديث الأثنين : الدرس من اضراب طلبة كليات الطب

طارق المعروفي 

كثيرة هي الدروس و العبر التي ينبغي أن نستخلصها جميعا، و خصوصا المتحكمون في زمام الأمور ببلادنا من الإضرابات غير المسبوقة في قطاع التعليم، و بالأخص إضراب طلبة كليات الطب .
وقد جاء يوم الجمعة 8 نونبر 2024 ،ليتم رفع الإضراب المفتوح الذي خاضه طلبة كليات الطب في المغرب منذ يوم 16 دجنبر2023 .
نعم ، إضراب دام 11 شهرا ،و يعتبر بحق درسا هاما و نضالا فريدا من نوعه، تمثل في صمود الطلبة ، و التحامهم و عزيمتهم للدفاع عن مطلبهم من أجل جودة التعليم و التكوين، و الإضراب لم يكن فقط من أجل حقوقهم الشخصية، بل من أجل تطلعاتهم في تعليم عادل و فعال يساهم في تقدم المجتمع. كما أن الإضراب ليس هدفا في حد ذاته، بل وسيلة لتحسين النظام التعليمي الذي يعود بالفائدة على المجتمع ككل .
إن صمود طلبة كليات الطب لمدة سنة، يعتبر مرة أخرى درسا، لأن الطلبة كانوا واثقين من الهدف الوطني الذي يدافعون عنه بكل جرأة و نضال، متمسكين بحقهم في التكوين الفعال، بالرغم من الإكراهات و الضغوطات التي كانت تحوم بهم و تزعزعهم حتى يتشتت شملهم و تذهب ريحهم ،و لكن عزيمتهم فاقت كل الحدود. و لهذا يتعين أن نقول: إن الحق يُنتَزَع ولا يُهْدى.
يوم الجمعة 8 نونبر 2024 ، و بعد 11 شهر من الإضراب، تم التوصل إلى الحل المنطقي و الواقعي، و الذي طرحناه منذ بداية الأزمة ،أي في شهر دجنبر من السنة الماضية، حيث قلنا : إن القوانين لا تطبق بأثر رجعي، و أن هذا التعديل الذي تريد الحكومة تطبيقه، يتحتم إيجاد طرق تطبيقه ،و مساطر تنفيذه.
و هنا نتساءل :من المسؤول عن هذه الوضعية الخطيرة، و التي جعلت أفواجا من الطلبة بدون تدريس و لا تدريب مدة سنة أو أكثر ؟
من المسؤول عن عدم إيجاد حل متفق عليه حتى تمر الأزمة بسلام ؟
و إذا كان المسؤول غير قادر على حل الأزمة، فما هو دوره في القطاع الذي يشرف عليه؟
و هنا ننوه بالسيد الوزير الجديد، الذي استطاع في ظرف وجيز أن يفك العقدة، و هي مفكوكة أصلا إذا كانت الإرادة متوفرة .
إن التضحية التي قام بها طلبة كليات الطب ، و النضال المستمر و الحازم الذي تحلوا به و صمودهم لمدة 11 شهرا قاتلة أمام الضغوطات و اللامبالاة و الترهيب و التخويف و العزل و التهم الباطلة، يدل على أن هؤلاء الطلبة يدافعون على ملف في صالح الأمة بالدرجة الأولى، و أن هدفهم وطني بالأساس .كما أن الطلبة من خلال وقفتهم الحازمة ،يعتبرون أن الصحة العمومية أمر يتطلب تضافر الجهود، و من بينها الطبيب الكفء، و ليس الطبيب بشهادة .

الاخبار العاجلة