جسر التواصل/ الرباط: وكالات
انقشع غبار السباق الرئاسي الاميركي بالفوز الصريح والمدو للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتحولت الأنظار الآن إلى معرفة العناوين الرئيسية لسياسته الخارجية والداخلية، إضافة إلى أبرز الوجوه التي سيضمها إلى فريق عمله الجديد من وزير الخارجية إلى الدفاع إلى الخزانة فباقي المراكز الحساسة.
وذكرت حملة الرئيس المنتخب أن ترامب سيبدأ اختيار أفراد العمل في إدارته الجديدة «خلال الأيام المقبلة»، وسيعمل على «تسهيل ظروف حياة» الأميركيين.
وأضافت الحملة أن ترامب سيستهل في الأيام والأسابيع المقبلة في وضع سياسات تجعل حياة الأميركيين ميسورة التكلفة وآمنة، ولم توضح الحملة في بيانها مزيدا من التفاصيل عن الأسماء.
هذا وقد ترسخ الانتصار الواضح والكاسح، إذ فاز في الولايات المتأرجحة من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورا بويسكونسن ليقضي بذلك على آمال هاريس، قبل أن تعطيه ميشيغان، معقل الديموقراطيين السابق، الدفع النهائي. وباتت في حوزة الملياردير الجمهوري أصوات 295 من كبار الناخبين مقابل 226 لمنافسته، متجاوزا بفارق كبير عتبة الـ 270 صوتا المطلوبة للفوز.
وبعد استعادتهم مجلس الشيوخ وتجاوزهم عتبة الـ 51 مقعدا اللازمة لتحقيق الاغلبية، اعتبر رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، في تصريحات لموقع «أكسيوس»، أن الجمهوريين الذي ينتمي إليهم حافظوا على الأغلبية في مجلس النواب ايضا بسبب تركيزهم على قضايا تعد من أولويات المواطنين «مثل الاقتصاد وأمن الحدود، في مقابل تركيز الديموقراطيين على قضية الإجهاض». وقال إن حملة الديموقراطيين «ركزت بالكامل على الإجهاض»، وأنهم «قاموا بتشغيل إعلانات تتعلق بتلك المسألة باستمرار في جميع المحافل الرئيسية»، معتبرا أن ذلك «لم يعكس اهتمامات الناس».
وأشار جونسون إلى أنه اكتشف، خلال جولاته في العديد من المدن الكبرى، أن الناس «يركزون على الاقتصاد، وأمن الحدود، والتحديات العالمية، وارتفاع معدلات الجريمة»، مما اعتبره «المحفز الأكبر للناخبين». وكانت استطلاعات رأي أجرتها شبكة «إن بي سي» الأميركية قد أظهرت أن أهم القضايا بالنسبة للناخبين كانت الاقتصاد وحالة الديموقراطية.
إلى ذلك، توجه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بكلمة إلى الأمة أمس إيذانا ببدء المرحلة الانتقالية التي تستمر حتى 20 يناير المقبل موعد اداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية، حيث يتحتم على بايدن التعايش مع ألد أعدائه السياسيين حتى تسليمه مقاليد البيت الأبيض.
وبحسب الرئاسة الأميركية، تحدث بايدن «عن نتائج الانتخابات والمرحلة الانتقالية» مع الإدارة الجمهورية المقبلة، ودعا بايدن خليفته لزيارة البيت الأبيض في تاريخ غير محدد. ويتطلع ترامب الذي لم يعترف بهزيمته في العام 2020 «إلى هذا الاجتماع الذي يفترض أن يعقد قريبا، وهو قدر مكالمة (بايدن) كثيرا».
وكان ترامب تلقى التهنئة من منافسته الديموقراطية كامالا هاريس التي تعهدت بـ «مساعدته في المرحلة الانتقالية وسنشارك في انتقال سلمي للسلطة»، ودعت أنصارها في واشنطن إلى «قبول نتائج هذه الانتخابات التاريخية».
وقالت المرشحة الديموقراطية في خطاب الإقرار بالهزيمة أمس الأول «يجب علينا أن نتقبل نتائج هذه الانتخابات. لقد تحدثت إلى الرئيس المنتخب ترامب وهنأته بفوزه».
وأضافت في الخطاب الذي ألقته أمام حشد من أنصارها في جامعة هوارد التي تخرجت منها بواشنطن «لقد أبلغته أيضا أننا سنساعده وفريقه في المرحلة الانتقالية، وأننا سنشارك في انتقال سلمي للسلطة».
وقالت هاريس إن احترام نتائج الانتخابات هو «ما يميز الديموقراطية عن الملكية أو الاستبداد. يجب على أي شخص يسعى لكسب ثقة الناس أن يحترمها». وأضافت «في الوقت نفسه في بلدنا، نحن مدينون بالولاء ليس لرئيس أو حزب ولكن لدستور الولايات المتحدة».
وحضت هاريس مؤيديها على مواصلة الكفاح من أجل أفكارهم رغم خيبة أملهم المريرة بعد الفوز الكبير والحاسم لترامب.
وقالت «إن نتيجة هذه الانتخابات ليست ما أردناه، وليست ما كافحنا من أجله، وليست ما صوتنا من أجله، لكن أنصتوا إلي عندما أقول إن شعلة وعد أميركا ستظل متقدة دائما طالما أننا لا نستسلم أبدا وطالما نواصل الكفاح».
وقال الناطق باسم حملة ترامب ستيفن شونغ في بيان إن «الرئيس ترامب شكر نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافيتها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتفقا على أهمية توحيد البلاد».
من جهته، أشاد بايدن بـ «نزاهة» هاريس، وقال في بيان إن «ما شاهدته أميركا كان، كامالا هاريس التي أعرفها واحترمها بعمق. لقد كانت شريكة رائعة وعاملة في الشأن العام نزيهة وشجاعة وذات شخصية».
أكد أنه سيكون هناك تسليم سلمي للسلطة في 20 يناير وأشاد بنائبته هاريس: بذلت كل ما تستطيع وأظهرت قوة كبيرة.
بايدن في أول خطاب بعد الانتخابات: الانتكاسات لا يمكن تجنبها ولا يمكن أن نستسلم
أدلى الرئيس الأميركي جو بايدن بأول كلمة له بعد الهزيمة القاسية التي مني بها الديموقراطيون ومرشحتهم للرئاسة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية أمام الجمهوري دونالد ترامب
وخاطب بايدن الأميركيين من البيت الأبيض، قائلا:«لأكثر من مائتي عام اختار الشعب الأميركي ممثليه بسلام وديموقراطية».
وأضاف: «تحدثت للرئيس المنتخب دونالد ترامب ووجهت له التهنئة وأكدت له أن إدارتي ستعمل مع فريقه من أجل انتقال سلمي للسلطة».
وتابع بايدن: لا نرى الآخرين كخصوم ونقبل خيار الشعب، وأشاد بنائبته هاريس التي خسرت الانتخابات أمام ترامب، وأكد انه تحدث إليها وقال: «بذلت كل ما تستطيع وأظهرت قوة كبيرة ويجب أن تكون فخورة بحملتها الانتخابية».
وطمان إلى انه سيسلم السلطة للرئيس الجديد وقال: سنعمل على ضمان انتقال سلمي للسلطة في 20 يناير المقبل.
ووصف الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة فترة رئاسته بأنها كانت «تاريخية»، قائلا: «نترك وراءنا أفضل اقتصاد في العالم. ونتائج جهود إدارتي ستظهر خلال سنوات قليلة».
وتطرق بايدن إلى الخسارة المدوية لحزبه بالقول: «خسرنا هذه المعركة والانتكاسات لا يمكن تجنبها ولا يمكن أن نستسلم ويجب أن نبقى منخرطين ونسير للأمام».
واستطرد: «غيرنا الولايات المتحدة للأفضل والطريق أمامنا واضح واقتصادنا قوي والوضع يتغير بسرعة».