جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي

اصدر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، يوم الاثنين 23 مارس الماضي بيانا ينفي من خلالها الأخبار المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تزعم بأن المكتب قرر تعليق استخلاص فواتير الماء الصالح للشرب إلى أجل غير مسمى بسبب وباء كورونا (كوفيد-19)
وقال المكتب، في بيان له، إنه “ينفي بشكل قاطع هذه الإشاعات الكاذبة”، داعيا زبناءه الكرام إلى الإطلاع على البلاغات الرسمية الصادرة عن المكتب.وخلال شهر ابريل اكد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أنه أعد خطة عمل تهدف إلى تأمين استمرارية خدمات الكهرباء والماء الشروب والتطهير السائل، وكذا حماية موارده البشرية في إطار التعبئة الوطنية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.وأوضح المكتب، في بلاغ له، أن هذه الخطة تأتي في إطار مواصلة تعبئته الشاملة لضمان تزويد كافة المواطنين والمواطنات بالكهرباء والماء الشروب وخدمة التطهير السائل، واستجابة منه للواجب الوطني في هذا الظرف الاستثنائي.
ومع بداية شهر يونيو الحالي أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، عن استئناف عملية قراءة عدادات استهلاك الكهرباء والماء الصالح للشرب، ابتداء من يوم الاثنين الماضي، مع ضمان الاحترام للتدابير المتعلقة بالصحة والسلامة السارية المفعول.
وأكد بلاغ للمكتب أن هذا القرار يأتي في إطار المواصلة التدريجية لبعض الأنشطة وتحسبا لنهاية الحجر الصحي
لكن قبل هذا،وقبل ظهور كورونا بأيام معدودة،خرج الآلاف من أطر ومستخدمي وعمال وكالات وشركات توزيع الماء والكهرباء والتطهير بالمغرب،إلى الاحتجاج وفي العديد من المدن المغربية،حيث وصل العدد 18 مدينة،وقد حل هذا يوم الخميس 05 مارس 2020،وكانت هذه الاحتجاجات بسبب إقصائهم من الزيادة في الأجور إسوة بباقي القطاعات، وعدم تطبيق مقتضيات بروتوكول اتفاق مراكش الذي تم توقيعه يوم 15 يونيو 2019 بمراكش. واحتشد المتظاهرون أمام مقرات الشركات بمدن الرباط و الدارالبيضاء و طنجة و الجديدة و سطات و تطوان و مراكش و أكادير و فاس و القنيطرة و بني ملال و العرائش و وجدة و تازة و آسفي و مكناس و مدن أخرى. و دعت إلى الاحتجاج المكاتب النقابية لشركات و وكالات الماء والكهرباء المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية لعمال توزيع الماء و الكهرباء و التطهير بالمغرب التابعة للاتحاد المغربي للشغل.
الوقفات التي دامت ساعتين بمختلف المدن، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تتهم وزارة الاقتصاد والمالية بالتعنت لإقصائهم من الزيادة في الأجور رغم الدور الهام والحيوي الذي يضطلع بِه عمال و أطر وكالات و شركات توزيع الماء والكهرباء و التطهير بالمغرب لخدمة المواطنين بتفان و نكران للذات، مطالبين بضرورة تنفيذ جميع بنود “بروتوكول” مراكش، وهو الاتفاق الذي وقعته الجامعة الوطنية لعمال توزيع الماء والكهرباء والتطهير بالمغرب مع المديرية العامة للوكالات.
و أكد المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية أنهم مستعدون لخوض أشكال نضالية أخرى في حالة استمرار الجهات المعنية في التعامل بشكل تماطلي مع مطالب هذه الشريحة الواسعة من العمال والأطر في الشركات المكلفة بتوزيع الماء والكهرباء بالدار البيضاء، و بباقي المدن الأخرى.
الغضب الذي عبر عنه عمال و أطر شركات توزيع الماء و الكهرباء وصل إلى نقابات دولية، والتي أعربت عن تضامنها معهم.
الحديث عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب خلال زمن كورونا،وقبله، يجرنا للحديث عن جمعية المشاريع الاجتماعية لوكالات وشركات توزيع الماء والكهرباء والتظهير السائل بالمغرب،والمتواجد مقرها بالدار البيضاء،والتي تصل مداخليها السنوية أكثر من20 مليار سنتيم،ويقود سفينتها الرجل “الحديدي” احمد خليلي المعروف ببن اسماعيل،مند عام 1987،أي حوالي 33 سنة،والذي يتصرف بمعدل أكثر من مليار و600 مليون سنويا،خلال كل شهر.القائد الذي يسير هذه الجمعية بقبضة من حديد،وهو الذي زار الحج 11 مرة على حساب المال العام،كما يتجول بأخر صيحات أنواع السيارات الفاخرة،والتي تقدر بالملايين،دون حسيب ولا رقيب.
مغامرات هذا الرجل لم تتوقف هنا،بل تعدت كل الخطوط،حيث تجد جل المقربين منه هم من يتحكمون في مراكز الاصطياف،وفي العديد من المدن المغربية.
فضائح هذه الجمعية انتشرت روائحها،وتعددت الشكايات،وسبق للبرلماني المنياري أن كشف مجموعة من الخروقات،التي تعرفها ميزانية الجمعية،والتي تفوق ميزانية العديد من مجالس الجماعات بهذا الوطن العزيز
ومن بين الهزات التي عرفتها هذه الجمعية،مجموعة من الصفقات المشبوهة،منها صفقة أولاد حدو وصفقة مخيم الحوزية..التي فاقت الخيال…وغيرها من الصفقات الأخرى..وتبقى صفقة ملعب تمارة غنية عن كل تعليق..وهو الذي عرف توقيف الأشغال..لأسباب يعرفها الرئيس المحترم..بعد تلقى صدمة من طرف رجال السلطة المحلية..بالتالي ضاعت الملايين…
ومن الغرائب العجيبة..أن الرئيس الذي عمر طوالا..لا يقبل من ينوب عنه طوال الفترة التي يكون فيها غائبا..أكثر من هذا ربط مجموعة من العلاقات مع مجموعة من الوجوه المعرفة..منها احد الوجوه المتواجدة في الرباط بإحدى المديريات..والذي يملك عمارة في مدينة بعيدة..والتي أصبحت مقرا من مقرات التابعة للجمعية..رغم أنها فارغة..حيث يتوصل صاحبنا بثمن الكراء الدسم.
احمد خليلي بن اسماعيل ،والذي لا يتحرك إلا بإذن من مستشاره..الذي تقاعد مؤخرا.. ولكن تم التجديد له بتزكية من الرجل الحديدي..ومن أجل تغيير الصورة الحقيقية عن ما يجري داخل الجمعية..وما تعرفه من مشاكل داخلية وخارجية..وعلى كل مستو يات،استغل الجائحة التي تعرفها البلاد، وذلك بوضع كل مراكز الاصطياف والإقامات الفندقية التابعة للجمعية بـ15 مدينة، رهن إشارة الأطقم الطبية والسلطات العمومية.
ترى هل تنتهي محن هذه الجمعية مع نهاية كورونا؟ خصوصا أن زمن هذا الفيروس كشف مجموعة من الاختلالات على العديد من القطاعات العامة؟.. وهل سيتم محاسبة كل شخص قام بهدر المال العام ومنه الأموال الطائلة لهذه الجمعية؟
لنا عودنا للحديث عن مجموعة من الحقائق المثيرة والمخيفة..وكل ما يجري داخل هذه الجمعية الغنية.

Views: 6
























