طارق المعروفي
لطالما تدخلت أمريكا في العديد من الدول من أجل فرض و احترام حقوق الإنسان…
و لطالما طالبت أمريكا الحكومات في شتى أنحاء المعمور من أجل تطبيق الحريات
و المساواة و ما إلى ذلك من الشعارات الرنانة، بينما تعفي نفسها من هذه الممارسات.
و ما قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد بتلك الطريقة البشعة و الحقيرة، ما هو إلا دليل قاطع على ازدواجية الخطاب عند الأمريكيين، و فرض الأمر الواقع في التعامل مع المواطنين. و إذا ما أمعنا النظر في الفيديو المتعلق بالجريمة، نلاحظ أنها عملية قتل متعمدة ،و أضيف إليها مع سبق الإصرار. ذلك أن الشرطي قام بخنق الضحية بواسطة ركبته على العنق، و لم يستجب لصراخ المتضرر الذي كان يتوسل إليه من أجل أن يمكنه من التنفس، و لكن الشرطي لم يبالي بالأمر، كما أن السيدة التي عاينت الجريمة ،كانت تصيح بأعلى صوتها مدركة خطورة الأمر، فتقول للشرطي إن الضحية لا يقاوم و هو في طريق الاختناق، إلا أن الشرطي مرة أخرى مصر على إتمام عملية القتل، مدركا أن القانون سيكون بجانبه ،حتى لو مات بين يديه فسوف يبرر ذلك كما هو معتاد بأن الشرطي كان مهددا و دافع عن نفسه . و الملاحظ كذلك في هذه القضية أن طريقة القتل هذه، مماثلة تماما للطريقة التي تنهجها إسرائيل للتخلص من الفلسطينيين. أي إلقاء القبض على الضحية،ثم وضع الركبة فوق العنق،و إنزال كل الثقل على العنق حتى يؤدي ذلك إلى الاختناق.
و لسنا نعرف من الذي لقن هذه الطريقة إلى الآخر، هل أمريكا أم إسرائيل ؟
و عوض أن يمتص الرئيس غضب الشارع الأمريكي من هذه الجريمة البشعة و القذرة، لجأ كعادته بتوجيه التهم إلى المتظاهرين و نعتهم بشتى النعوت، عوض أن يعبر عن قلقه من جراء هذه الفضيحة و شجبها و إحالة المجرم بسرعة على العدالة و اتخاذ العقوبات الصارمة ضده ،لكي يكون عبرة للآخرين ،فإن الرئيس كان يركز دائما في تدخلاته فقط على اتهام الصين على أنها المسؤولة على نشر الوباء، و يخطط و يهيئ المجتمع الدولي لإنزال العقوبات عليها ، ونحن لا زلنا إلى يومنا هذا لا نعرف من هو المتسبب في هذا الفيروس الخطير، هل الجنود الأمريكيون الذين كانوا في ووهان ،والذين زرعوا هذا الفيروس للحد من هيمنة الصين في المجال الاقتصادي و الذي يهدد مصالح أمريكا،أم فرضية الرئيس الأمريكي الذي يبحث عن جميع المسببات من أجل معاقبة الصين خصوصا من الناحية الاقتصادية .كما قلنا في عدة مرات إن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حافل بالغزوات و الإباداتو الحروب و القتال. و قد بدأ ” المشوار” مباشرة بعد غزو القارة الأمريكية مع احتلال أراضي و خيرات الهنود الحمر، مع إبادتهم و محوهم من الوجود تحت مسببات متعددة. و حيث أنها كانت تسعى لاستغلال خيرات البلاد فقد قامت بجلب العنصر البشري من إفريقيا للأشغال الشاقة، و لم تعر أي اهتمام لإنسانيته و شعوره كبشر مثله مثل جميع الناس ، بل كانت تعتبره من الدرجة السفلى ،
و الأمثلة كثيرة عن معانات السود في هذا المجال، و لا زلنا إلى يومنا هذا أمام الميز العنصري في أعظم دولة في العالم ، تسوق للدول ما تريد من ممارسات: حقوق الإنسان و الحرية و المساواة و العدالة و الديمقراطية …كلها شعارات يتم استغلالها في الأوقات
و الأماكن المعينة .