المحبوب الحسين مراسل جريدة جسر التواصل
يستنكر سكان المجمع السكني النور2 بمدينة تامسنا، مما يعانونه من تلوت بيئي كارثي، بهذه المدينة التي يقال عنها بأنها مدينة عصرية حديثة ونظيفة، والتي تقع بالجنوب الشرقي لمدينة الرباط العاصمة الإدارية للمملكة، ويشجب السكان تراكم الأزبال والنفايات داخل وحول حاويات القمامة، حيث أصبحت تشكل تلالا من الأزبال، بمكان التفريغ المتواجد بمحاذاة ملاعب القرب الرياضية، بمركز المجمع السكني “النور2″، والتي لا تبعد إلا بأمتار معدودة عن بعض المجموعات السكنية، والمرافق الإدارية والرياضية، حيث تتصاعد أحيانا أعمدة الدخان السوداء من النيران المشتعلة في واضحة النهار وخلال الليل، مشكلة بين الحين والآخر سحابة دخانية ضبابية، تزكم رائحتها الأنوف، وتخنق الأصحاء فبالأحرى من يعانون من مضاعفات في الجهاز التنفسي وأمراض أخرى..
وتحيل بذلك مدينة النور إلى مدينة الظلام، وإفراز سيول من سوائل عصارة الأزبال على قارعة الطريق الرئيسي مما قد يتسبب في حوادث سير من جراء انزلاق السيارات.. والغريب في الأمر أن هذه المزبلة المهزلة توجد بمحاذاة ملاعب القرب المعطلة والموقوفة النفع للساكنة، هذه الملاعب التي هي عبارة عن لوحة جامدة لملاعب ذات أرضية عشبية بلاستيكية معلقة للزينة والتباهي على صدر هذه المدينة، كما أن بعض دوريات الشرطة الراجلة منها والراكبة، والدوريات المختلطة، وكذا أعوان السلطة المحلية، يحومون بين الحين والآخر حول هذه المزبلة المهزلة، ولا من مبلغ أو زاجر لهذه الجريمة، علما أن هذا الجرم البيئي يشكل جريمة نكراء جنائية عينية واضحة أمام أعين السلطات المحلية، والتي يمكن تكييفها بأنها جريمة بيئية نكراء ذات صبغة جنائية، متمثلة في عدم المحافظة على الصحة العمومية بإهمال الأزبال وتركها وسط السكان، وعدم احترام السلامة الصحية، وتعريض صحة المستهلك للخطر، والتقصير في الواجب المهني.
لقد تجمعت مؤخرا كثبان من النفايات والأزبال مختلفة أنواعها ومصادرها: “بقايا أشجار، زبالة منزلية، مخلفات هدم بنائي، مواد كيميائية وكيماوية، جثث حيوانات نافقة “قطط، فئران، دجاج..”، بقايا ذبيحة وزجارة دجاجية؛ “ريش، أطراف، أمعاء..”، وأسماك نتنة، وفواكه وخضر متعفنة، وقمامة صيدلانية، وقناني أدوية ومبيدات حشرات..” وغيرها من المواد السامة الخطيرة المضرة بالإنسان والحيوان والبيئة، مشكلة بذلك تلا من القمامة والزبل، تفسد وتضر وتمرض الصحة الإنسانية والحيوانية والنباتية..كما تفسد جمالية المنظر الطبيعي الجمالي للمدينة، حيث تتجمع جحافل الكلاب الضالة والقطط السائبة، وغارات الحشرات السامة التي تتسرب إلى المجموعات السكنية، والتي تغزو رواد المقاهي، والمتسوقين، كما يصطف بجوار هذه المزبلة المستحدثة والمهملة، بعشر خطوات طابور للمواطنين في انتظار نوبة ركوب سيارات الأجرة، وفي المقابل بالجهة الأخرى من الشارع على بعد ثلاثين خطوة من المزبلة يتسمر طابور آخر من المواطنين في انتظار قدوم الحافلة ذات الرقم الوحيد اليتيم بالمدينة “خط 39″،
ومن ضمن الأسئلة المطروحة هي: أين هي الجهات الوصية التي تسهر على قطاع النظافة، والجهة الوصية على المراقبة والمحافظة على الصحة العمومية وسلامة المواطن وحماية المستهلك بمدينة النور؟ من المسؤول عن الجرائم البيئية بهذه المدينة، ومن المسؤول عن زجرها؟ وأين نحن من تنفيذ ما ندعيه من شعارات فقاعية، والمغرب قطع أشواطا كبيرة عالميا في محاربة التلوث البيئي، وقد سبق وأن احتضن المؤتمر الدولي للبيئة بمدينة مراكش؟ وإلى متى سيبقى هذا التسيب القانوني، والاستخفاف بصحة المواطن، وحياة الكائن الحي، وسلامة البيئة بهذه المدينة التي تتخبط وتغرق وتختنق بسبب الأزبال والاهمال..؟