أحمد سيجلماسي
يوجد حاليا الممثل المغربي الكبير مصطفى منير (78 سنة)، الذي أعطى الشيء الكثير لفن التشخيص المسرحي والسينمائي ببلادنا، في وضع صحي واجتماعي جد صعب، بدون مأوى يقيه حر الشمس وقساوة البرد، وبدون أي دخل يحفظ له كرامته كفنان وإنسان.
لقد ألفنا حضوره بمختلف المهرجانات السينمائية المنظمة ببلادنا وتعودنا على تدخلاته في مناقشات الأفلام والندوات وغير ذلك من الأنشطة السينمائية والفنية عموما، إلا أنني فوجئت بغيابه وأنا متواجد حاليا بمدينة سلا للمشاركة في مهرجانها الدولي الخاص بفيلم المرأة، وعندما سألت عنه أخبرني أحد الأصدقاء بأن وضعه الصحي حاليا في تردي مستمر، وأنه يعيش في الشارع بدون مأوى.
وفي انتظار اللقاء به للوقوف على حالته، أرجو من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ونقابات الفنانين والفاعلين الجمعويين بالرباط وكل الجهات التي لها علاقة بالسينما والمسرح والتلفزيون بشكل خاص التدخل لإخراجه من هذه الوضحية الحرجة والتخفيف من معاناته وإيجاد ملجأ مناسب له وهو في أواخر عمره حفظا لكرامته.
يذكر أن مصطفى منير، المزداد سنة 1946 قرب مطار النواصر بنواحي الدار البيضاء، ممثل مسرحي وسينمائي وتلفزيوني جمع في مسيرته الفنية بين التشخيص والتأليف والمحافظة العامة والمساعدة في الإخراج وكتابة السيناريو ومهام أخرى .
انطلقت هذه المسيرة منذ مرحلة التعليم الثانوي مع الرائد عبد القادر البدوي في مسرحية “دار الكرم”، ثم التحق بعد ذلك بالمركز المغربي للأبحاث المسرحية ” (أو المركز الوطني للفن الدرامي) بالرباط وتخرج منه بدبلوم ممثل سنة 1963 .
سافر إلى فرنسا وإيطاليا لاستكمال دراسته الفنية بعد نجاحه في مباراة وطنية وحصوله على منحة، وعندما تأسست فرقة المعمورة المسرحية، التابعة لكتابة الدولة لدى الوزير الأول المكلفة بالشبيبة والرياضة، في أكتوبر 1966، أصبح عضوا فيها إلى جانب خيرة الممثلين والمؤلفين والمخرجين آنذاك، إلى أن توقفت أنشطة هذه الفرقة الرائدة ابتداء من 17 يناير 1975، وفي هذه السنة أصبح عضوا في فرقة مسرح محمد الخامس بالرباط إلى حدود سنة 1989.
بالإضافة إلى نشاطه المسرحي كمؤلف لحوالي 68 مسرحية ومشخص للعديد من الأدوار إلى جانب ممثلين رواد كأحمد الطيب لعلج ومحمد الحبشي وفاطمة الركراكي وثريا جبران والبشير سكيرج وغيرهم، كتب مصطفى منير سيناريوهات مجموعة من الأعمال التلفزيونية (أفلام ومسلسلات) في الفترة من 1964 إلى 1979 من بينها “الحنصالي” (فيلم) و “الزهرة بنتي” (فيلم) و “د 49” و “قنطرة الأحلام” و”داري” (مسلسل في 15 حلقة) و “المبروك” وهي مسرحية صورت للتلفزة المغربية سنة 1969 من تشخيصه رفقة فاطمة الركراكي ومحمد عاطفي والمحجوب الراجي …
عمل طيلة سنوات إلى جانب الرائد المسرحي الطيب الصديقي، كما رافق المبدع المتعدد المواهب أحمد الطيب لعلج في جولات مسرحية ناجحة داخل المغرب وخارجه، بتونس والجزائر والقاهرة وفرنسا بالأساس، وذلك على امتداد 18 سنة.
أما في المجال السينمائي فقد كتب سيناريو فيلم قصير بعنوان “البزطام” (لم يصور بعد) وشارك بصوته في دبلجة مجموعة من الأفلام الهندية إلى العربية الدارجة رفقة الرائد إبراهيم السايح، كما اشتغل كممثل أو مساعد في الإخراج في ثلاثين فيلما مغربيا وحوالي خمسين فيلما أجنبيا.
من الأفلام المغربية والأجنبية التي شارك فيها نذكر العناوين التالية : “الحياة كفاح” (1968) للراحلين محمد التازي بن عبد الواحد وأحمد المسناوي، “كان ذات مرة الليجيون” (1976) لديك ريتشاردز، “المسيح الناصري” (1977) للإيطالي فرانكو زيفيريللي، “القنفودي” (1979) لنبيل لحلو، “السراب” (1979) لأحمد البوعناني، “الرجل القادم” (1979) لجورج سارافيان، “إبن السبيل” (1981) لمحمد عبد الرحمان التازي، “للا شافية” (1982) لمحمد التازي بن عبد الواحد، “أفغانستان لماذا ؟” (1983) لعبد الله المصباحي، “عباس أو جحا لم يمت” (1986) لمحمد التازي بن عبد الواحد، “الديك الأحمر” (1988) لهيربير رداند، “طبول النار” (1990) لسهيل بنبركة، “قاعة الإنتظار” (1991) لنور الدين كونجار، “بين الغياب والنسيان” (1993) لداوود أولاد السيد، “ياريت” (1994) لحسن بنجلون، “أنا الفنان” (1978 – 1995) لعبد الله الزروالي، “سارق الشوفة” (1995) لمحمد عبد الرحمان التازي، “للا حبي” (1996) لمحمد عبد الرحمان التازي، “عايدة” (2014) و ” الحنش ” (2017) لإدريس المريني …