تمييع المشهد الكروي

جسر التواصل18 سبتمبر 2024آخر تحديث :
تمييع المشهد الكروي

عمر عاقيـــــــــــل

لا يمكن الإعتقاد اطلاقا بواجبات أي من مسؤولي الأندية وكل من يدورون في فلكها، بإظهار أي نوع من انواع الإساءة والتصريحات التي لا تمت للرياضة بصلة، والتركيز على حالة من الظلم يمكن أن تلحق بأي من الخصمين، وبعد الايمان أن ما يقع من خروج عن النص بعد الذي حصل بين الناطق الرسمي السابق للوداد، ورئيس المغرب التطواني السابق فإنه من الضروري الخروج من نفق هذه الإنفلاتات وما يمكن لها أن تخلق فجوة بين جماهير الأندية بعدا آخر من الضغوط والشحن الزائد، وبالتالي حاجة كل تلك التداعيات إلى مستوى أعلى من الهدوء والتركيز وضبط النفس، على أقل تقدير حتى لا يعتقد البعض بالخطأ أنهم أمام مساحة متباينة من الفرص، للتأكيد على الإسقاطات من ناحية، ومن جانب آخر التصفية للكثير من الصراعات السابقة، وما يتبقى من تراكمات وتراشقات لسنوات سابقة، أقلها بسبب أخطاء تحكيمية، ومن المهم أن يشعر أي ممثل لكل ناد مغربي بأهمية دور تخليق المؤسسات الكروية بهيبة ومكانة النادي وتاريخه، وأن صفة وشخصية أي مسؤول يجب أن تحظى بجانب هام من التقدير والإحترام المتبادل، وفي اتجاه التراشق بين الطرفين عقب الخطأ التحكيمي المحتمل بعد مباراة الفريقين صورة من الصور المسيئة للمشهد الكروي المغربي المتكررة وبطريقة الأساليب الممنهجة التي يتم التعبير من خلالها عن ردود الفعل، وكيف يمكن أن يعتمد البعض طرقا واساليب سوقية مختلفة للدفاع عن نفسه وعن فريقه، أو حتى الإيمان بضرورة وجود الحقوق المشروعة التي لها أن تحافظ على الهيبة وتقي من تجاوزات غير مسؤولة.

من الضروري جدا أن يضع مسؤولو الأندية أنفسهم على المحك في مثل هذه الخرجات الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتوجب أن يكونوا عليه من مقارنة وتقييم بسيط لكيفية ضبط النفس، عندما يكونون في نفس المواجهات والمسؤوليات مع المؤسسة الأم، وكيف هي العلاقة التي يمكن أن تجمع الأندية مع بعضها، دون وجود أي تطاول أو خدش لصورة هذا النادي أو ذاك، واذا ما راعت قوانين الأندية الداخلية بمسؤوليها، أبسط الحقوق الواجبة عليهم والتي تفرض عليهم التقيد بها في أي من منافسات الرسمية وغير رسمية، فلا وجود بعدها لتكرار نفس الفوضى، ولا حديث يمكن أن يعلو على لغة العقل، وأن يكون اللجوء للجنة الأخلاقيات حتى ما قبل أن يتم تصعيد الموقف إلى أمور لا تحمد عقباها، تجنبا للغة التهديد والوعيد بين جماهير الفريقين.
الوجه الآخر كشف لنا حقيقة معاملة العديد من المسؤولين داخل الوسط الكروي، حقيقة مفادها أن تلك التجاوزات اللأخلاقية داخل الأندية، وتلك الحالة من فوضى الإدارات، تبرز لنا التقييم الحقيقي لأي ناد، وما يمكن أن تتوقف عنده حدود أسماء وشخصيات بتصرفاتها اللارياضية، ومن الواجب الإشارة والتأكيد أن القرار هو القرار الذي لا يكذب أو يتجمل، ومتى ما استطاع أي فريق الخروج بصورة احترافية في تعامل ادارته مع الإعلام والجماهير، فهي بذلك تدلل على دقة وموضوعية وكفاءة ما تضمه من أسماء ذات قيمة أخلاقية واحترافية في التعامل مع مؤسسة النادي، أما في الحالة الأخرى المعاكسة، فلا كفاءة ولا قيمة ولا مكانة يمكن أن تحسب، فالقرارات الإدارية الناجحة والخرجات المحسوبة على النادي هي من تتحدث عن قيمة وفكر المسؤول، وليس العكس، ومتى ما استطاع المسؤول أن يكون دقيقا، وأيضا حريصا على مصلحة القرار داخل محيط ناديه، فهو بذلك يمثل القيمة الحقيقية والفعلية في البناء السليم لهوية وقيمة ومكانة المؤسسة، ليس كمثل صورة ضبابية في انفعالات وترنحات مسؤولين تخرج من مؤسسة لتؤكد أنه لا قرار نجح حتى الآن سوى تمييع صورة المشهد الإحترافي الكروي المغربي.

الاخبار العاجلة