منتخب قدر المستطاع

جسر التواصل12 سبتمبر 2024آخر تحديث :
منتخب قدر المستطاع

عمر عاقيل 

يمكن القول أن الإستنتاج والإنطباع الأولي الذي خرج به كل من تابع مباراتي المنتخب الوطني في استهلاله للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا على الأراضي المغربية، أن تغيير الحال من المحال، وأن كل الآمال التي بنيت على إمكانية تقديم المنتخب الوطني عرض ومستوى جيد مع المدرب وليد الركراكي لم تكن إلا مجرد امنيات وأوهام لم تتحقق بعد من خلال التراجع الذي أصبح يعاني منه المنتخب، بتواضعه في الأداء الفني، وكيف افتقد منتخبنا ذلك الإنسجام والتوافق والجرأة في تنفيذ القرارات، ما أوحى لنا بغياب تلك النظرة الفنية التي طبعت أداء المجموعة الوطنية فيما سبق، أقله على الصعيد الخططي والتكيكي.

لست من الذين يحملون المدرب كل شيء في حالات عدم تحقيق التوازن داخل المجموعة، إلا أن تصريحاته في كثير من الأحيان تبدو لي دفاعا مبكرا عن النفس، أو تفسيرا يبرر من خلاله ويعترف ضمنيا أنه بات يرتكب الكثير من الأخطاء، ويحاسب المدرب بقوة على جملة أداء المنتخب في جملة من القرارات المتخذة والتي من شأنها أن يكون لها انعكاس سلبي على مستوى المنتخب الوطني، وإجمالا لم يكن أداء المنتخب أمام منتخب الغابون جيدا بالرغم من النتيجة المحققة، ولم يكن كذلك أمام منتخب ليسوتو التي أعلنت لنا الإفلاس الكروي الذي بات يتهدد المنتخب.
أدرك أن التصفيات الأفريقية تبقى مبارياتها شكلية إلا أنها تعتبر من المهام المنوط بها عند الركراكي لتحقيق التكامل داخل المجموعة، ومن خلالها تحقيق تقييم أداء المنتخب فنيا ضرورة لتحقيق حلم تحقيق اللقب الإفريقي.
في المخزون التفاؤلي ما يدفعنا نحو بسط مساحات جديدة من الآمال والتطلعات العريضة على مستقبل منتخبنا، فقصة مدرب منتخبنا الكروي الأول من حيث الهوية والصيت والتاريخ والإنجاز الذي كتب بمداد من الذهب ليست إلا تفاصيل، في حضرة معضلة الوقت الراهن والتي يعلم الجميع من دون استثناء أنها ليست مختزلة في شخصية المدرب وحده، يحمل بيده عصا سحرية يقلب بها أداء ونتائج المنتخب رأسا على عقب، وتنقله من مسالك التقهقر والتراجع، إلى معارج التطور والنجومية.

الحقيقة أن إنعدام الثقة في نسبة مهمة لدى الشارع المغربي في وليد الركراكي، لا يمكن أن تلغي حقيقة الإنتظارات التي يمكن أن نؤسس عليها فكرة إعادة إحياء الآمال، وإعادة بناء كرة منتخبنا، على ركائز تراعي البعد الإستراتيجي، ولا تحبس نفسها في دوامة البحث عن نتائج آنية ومنجزات لحظية، وإن وجدت هذه الرؤية مع توجه جامعة الكرة نحوها بفكر بعيد المدى، فلابد له من أن يعيد بناء الكثير من الحلقات المتهالكة اليوم التي تمثل جوهر التخبط والعشوائية، في القرار الفني والتنظيم الخططي.

الاخبار العاجلة