عبد العزيز حنان الدار البيضاء
فلتكن هذه القصيدة ممتدة بلا تاريخ …. تلاحق المجهول فينا … تعانق السراب الممتد بأيامنا … فلتكن القصيدة موالا يصدح في فيمة العزاء …
” كلُّ ابن أُنثى و إنْ طالتْ سلامتُه
يوماً ، على آلةٍ حدباءَ محمولُ “
الشاعر كعب بن زهير
******************************************
ما سئمْتُ .
ما ضجرْتُ .
لكنّ الحلم ، طال بي …
و المسافاتُ .. تمدّدتْ …
و حِيــــلَ بيْني ،
و بيْن
ما بالقلبِ مأْمولُ .
*******
لوْعةُ الظلــــمِ ،
مُــــرٌّ مذاقُـــها .
و سِيـــاط التّيْئيـــسِ …
خناجِر بالروحِ ،
قبْل الجسمِ .. تجُـــــولُ …
*******
تشْنقني ،
أخْبار الزّيفِ .
انْخرط في تدْبيجِها ..
مٌذيعٌ مأْجور ،
و سياسِيّ ،
على الرّكْـحِ
لكلّ دوْرٍ قِناعٌ ..
و لكلّ جُمهورٍ خِطاب ..
و لكلّ مَطَــبٍّ ،
جاهزةٌ هي الحلـــــــولُ .
*******
أتعبتْني أيّامي …
أتعبتْني أحْلامي …
آلَمتْني ،
كثيراً … كثيراً …
آلاميَ ..و أسقامي .
فإنْ ،
صارَ إليكِ نَعْيِي .
ترحّمي ، على قلبٍ ..
أنتِ و البلادُ ،
حبُّـهُ البتُــــــــولُ .
*******
أنتِ و الوطنُ ،
كَفّتا مِيزانه .
يحْتضرُ ،
و شهْقة الرّوح ..
بعْد الشّهادتينِ ،
تُسبّح بعِشقكِ …
تتهَدّجُ بعِشقهِ …
و تُسلِّمُ الأمرَ :
خُذْني ..
أيُّها المَلَكُ المَرســــــولُ .
*******
ما يُخيفني ،
الموتُ .
ما يُخيفني ،
القبرُ .
هي آجــــالٌ ،
تنتظرُ .
موشُومة على الجبينِ ..
و إلى رحمةِ ربّي ،
أنا محْمــــــولُ .
*******
فإنْ بلغــكِ ،
نعْيِي .
تغَنَّيْ فرحاً …
هذا الذي ،
أحَبّنِي …
كما الأرضَ ، أحَبَّ .
هذا الذي ،
رسمنِي بدُنياهُ …
رمزاً للوطنِ .
هذا الذي ،
وشَمنِي …
بقلبِه في السّر و العلنِ .
ملِكةً ..
ثم ضعِي ،
كلَّ خرْبشاتِي …
كلَّ كتاباتِي …
معي في الكفَـــنِ .
و اكْتبي على شاهدِ القبْر :
هنا ،
يرْقدُ شاعـــرٌ .. مُتيَّـــمٌ .
بالجنونِ ،
توشّحَـتْ سِيرته …
ماتَ ،
حسرةً … كمَـــداً … أمـــلاً …
و عنوانُ حياته :
ســــرابٌ …
وهْـــــمٌ …
و أباطيـــــــلُ …