انطلاقة الأمل

جسر التواصل1 أغسطس 2024آخر تحديث :
انطلاقة الأمل

عمر عاقيــــــــــل

قد تتساءل الجماهير المغربية هل بإمكان منتخبنا الأولمبي تحطيم تلك الحواجز وكسر القيود التي أعاقته وحدّت سابقا من وجوده وحضوره اللافت في هذه البطولة الكونية؟ بمعنى هل المنتخب الأولمبي وفق أسماء لاعبيه وأوراقه الحالية قادر على الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في هذه النسخة؟ دون أدنى شك، لا يوجد مستحيل في عالم المستديرة، خصوصا بوجود هذا الكم من الأسماء الوازنة، فيها من عناصر الإستقرار الفني والثبات في الأداء، ما يمكنها من لعب دور كبير في فرض وضعها الطبيعي بين منتخبات النخبة.
وعليه، فإنه بإمكان منتخبنا تغيير الصورة الذهنية القديمة وتحسينها بالعمل والتركيز ثم الرغبة الجادة بمشاركة مختلفة تاريخية، يفرض بها شخصيته وحضوره بتقديم ما يملك من قدرات وقوة حقيقية لا يستهان بها على المستطيل، مع الأخذ بعين الإعتبار أن تصحيح الوضع يبدأ من حيث انتهى الآخرون، كون الجمهور يأمل أن تكون هذه المشاركة انطلاقة لبداية عهد لن يكون كسابقه خصوصا بعد الفوز على كل من الأرجنتين والعراق والهزيمة المفاجئة أمام أوكرانيا.
الحق أن المدرب السكتيوي بالرغم من بعض التحفظات على طريقة تدبيره للمباريات إلا أنه يعود له الفضل في رسم سيناريو كل مباراة عبر التحضير النفسي للاعبين واختيار التكتيك المناسب داخل الميدان وتوزيع الجهد البدني والتوظيف العالي لقدرة اللاعبين وهو ما أسهم في إدارة مباريات دور المجموعات بالشكل والأسلوب المرسوم له، الأمر الذي شكل ردا بليغا للمشكيكين بقدرة المدرب المحلي بشكل عام وقدرة السكتيوي الفنية التي تعرضت إلى هجمات مسبقة وانتقادات غير مبررة على بعض اختياراته البشرية وقدرته على تحريك العناصر الأولمبية، إلى حد التشكيك بكونه مدبر بالريموت عن بعد.
اليوم تنتظر منتخبنا مباراة دور خروج المغلوب عنوانها التمسّك بطريق النجاح، ومواصلة المسير حين يلتقي منتخب أمريكا، قد تشكل مفترق طرق خلال مسيرته للمنافسة على إحدى الميداليات الأولمبية، وبنفس الوقت تؤكد على مغادرة عقدة الإخفاق والتذبذب بالنتائج التي رافقت مشاركاتنا عبر تاريخ الأولمبياد بشكل نهائي وصولا إلى فرض الذات بالتأهل بقوة الأداء.

منتخبنا الأولمبي مطالب بمواصلة التحليق الآمن في سماء باريس بالنتيجة والأداء، ومغادرة ميدان الإخفاق الذي فرضته ظروف الفشل الإداري وقيود ارتباك المشاركات منذ سنوات طويلة، عسى أن تكون بداية فتح صفحة جديدة لكرتنا عابرة لسوء الحظ والنحس ودرس يستفيد منه المشكّكون بالمواهب الكروية المغربية.
يمكن ان نعد الساعات المتبقية حتى انطلاق مباراة المنتخب الوطني الأولمبي مع نظيره الأمريكي عن دور الربع النهائي من الألعاب الأولمبية، بأنها تساوي شهورا من الجهد والتحضير وما انفق من مال من أجل تحقيق أفضل مشاركة أولمبية في تاريخ مشاركات المنتخب الوطني، ومواصلة رحلة البحث عن اللقب الأولمبي كحلم يمكن تحقيقه إذا ما حضرت الإرادة والرغبة القوية في تحقيق الفوز، وبخلاف ذلك يصبح الفشل عنوانا صريحا لمهمة المجموعة الوطنية بالرغم من وجود ثلة من أفضل اللاعبين المقتدرين الذين يمثلون المنتخب الأولمبي.
بكل تأكيد سيكون المنتخب على محك أهم اختبار وطني في مواجهة لا ينفع معها التبرير في حال أخفق السكتيوي بإيجاد الحلول الذكية لمجابهة منتخب العام سام.

لا نريد من لاعبي المنتخب المغربي اندفاعا سلبيا لحسم اللقاء من بدايته فذلك يؤدي إلى كشف خط الظهر وحصول هجمات مرتدة يجيدها منتخب الأمريكي لاسيما أن رجوع لاعبينا للتغطية أظهر في حالات كثيرة أننا دون مستوى الطموح ويشكل تهديدا حقيقيا بسبب عدم التوازن في تبادل الأدوار بين لاعبي الوسط لإسناد المدافعين وفشلهم أحيانا في فرض الرقابة اللصيقة ما يضعهم في موقف حرج عند تسجيل هدف مباغت يصعب تعديل نتيجته مع مرور الوقت في هكذا مباريات حاسمة، ولهذا يجب أن يحظر منتخبنا من الإنتشار في نصف ملعب أمريكا بحسابات دقيقة لتمركز لاعبيه في الخلف تأمينا للشباك الوطنية الذي من دون شك نعول كثيرا على ثبات مستوى حارس المرمى منير المحمدي وشجاعته في إحباط الكرات الخطرة وحسن تنسيقه مع لاعبي الدفاع لشل قدرات مهاجمي الخصوم وإفساد محاولات هز الشباك.
نأمل أن يثبت منتخبنا الأولمبي أقدامه أمام منافس لا يقل خطورة وأهمية من أجل مواصلة الزحف نحو الدور القادم فالجماهير المغربية تترقب انجازا مماثلا لما صنعه المنتخب الأول في مونديال قطر ولا غرابة في ذلك بوجود أسماء كانت ضمن المنتخب الأول حينها بما يليق بمنجز الجيل الجديد الذي يتشكل من أسماء واعدة قادرة على تحقيق الذهب الأولمبي.

الاخبار العاجلة