طارق المعروفي
يتم فرض الحجر الصحي مع ظهور وباء، و ينتهي في زمن محدد، و لا يمكن أن يدوم طويلا. أما الحجر الفني، فقد تم فرضه على بعض الفنانين منذ زمن طويل، و لا زال مستمرا إلى أجل غير مسمى .
في شهر رمضان، شهر الإنتاج التلفزي بامتياز، تقدم التلفزة المغربية برامج و مسلسلات و أفلام تهيمن عليها ثلاث شركات للإنتاج التي تأخذ الحظ الأوفر منها. وبطبيعة الحال، وفي إطار القانون و تطبيقا للمساطر، تتم الصفقات بطرق سليمة بعد “التفاهم” بين البائع و المشتري. و هذا موضوع آخر.
لكن الملاحظ هو أن هذه الشركات تتعامل مع نفس الوجوه، إذ يشارك نفس الممثل أو الممثلة في عدد كبير من الأعمال التلفزية، لدرجة أنك كلما غيرت القناة تجده في الأخرى، بل يصادفك في مرات عديدة في نفس اليوم و على نفس القناة. مما يطرح عدة تساؤلات. ألا يوجد في المغرب غير هؤلاء الممثلين؟ أم أن الآخرين مغضوب عليهم؟ أم أنهم لا “يتفاهمون” مع المنتج و شركة الإنتاج؟ …الشيء الذي جعل الممثلين “المغضوب عليهم” في حجر فني منذ زمن طويل، إلا بعض الفئات الصغيرة التي لجأت كرها إلى بعض المنصات الرقمية لعلها تجد متنفسا لها. أضف إلى ذلك أننا أصبحنا نشاهد مغنيات يشاركن في المسلسلات التلفزية ، وعارضات الأزياء في الأفلام، و مقدم البرامج الإذاعية في أعمال تلفزية أخرى. كما لا ننسى ذلك الممثل الذي يأتي كل عام من كندا ليقدم سكيتشات و يستولي على “الحصيصة”، وتلك التي تأتي من تونس لتقدم برامج تلفزية، و ذلك الممثل الذي يأتي من إيطاليا من أجل المشاركة في “سيتكوم الحموضة ” ثم يعود إلى بلده محملا بالأموال… أما الفنانون الحقيقيون والممثلون البارزون فإن مآلهم الحجر والإقصاء.
نفس الشيء يلاحظ بالنسبة للموسيقيين، ذلك أن الميكروفون و الكاميرا تقدم للوافدين الجدد، والاهتمام والتبريك يولى لمن “قطر بهم السقف”، كمغنيي “أغاني الساندويتشات”، و الراقصات أصحاب البراميل، بينما نجد عباقرة الموسيقى و مبدعي الأغنية خارج الميدان الفني، ولا يحق لهم حتى الجلوس في كرسي الاحتياط. لقد أصبح هؤلاء اليوم خاضعين للحجر الصحي إضافة للحجر الفني المفروض عليهم منذ زمن طويل.