جسر التواصل/ الرباط
تنطلق اليوم مباريات الدور ربع النهائي في بطولة أمم أوروبا 2024 في شتوتغارت بمباراة نارية من العيار الثقيل، عندما تلعب ألمانيا المضيفة مع إسبانيا الوحيدة التي حققت أربعة انتصارات حتى الآن.
وبعد فوزها على كرواتيا وإيطاليا في دور المجموعات، تخطت إسبانيا الوافدة الجديدة جورجيا 4-1 في ثمن النهائي. في المقابل، حققت ألمانيا بداية قوية أمام اسكتلندا (5-1) مع الموهوبين جمال موسيالا وفلوريان فيرتس، ثم تغلبت على المجر 2-0 قبل ان ينقذها نيكلاس فولكروغ في الوقت القاتل أمام النمسا (1-1).
ويملك الفريقان أقوى هجوم في البطولة، وهما الأفضل في دقة التمرير وتلقت شباكهما مجموع 3 أهداف فقط. وصحيح انها فازت على الدنمارك 2-0 في ثمن النهائي، إلا ان ألمانيا واجهت متاعب كثيرة أمام الفريق الاسكندينافي، لكن جماهير «دي مانشافت» تعول على تشكيلة المدرب الشاب يوليان ناغلسمان، بديل هانزي فليك أول مدرب لألمانيا يقال من منصبه، لمحو خيبة آخر مونديالين عندما ودع من دور المجموعات، فيما اقصي من ثمن نهائي كأس أوروبا الأخيرة أمام إنجلترا 0-2. بدوره، قال جناح منتخب ألمانيا لوروا سانيه إن فريقه قادر على «الحاق الأذى» بإسبانيا، اليوم بفضل العودة المميزة لزميله في خط الوسط توني كروس.
ونزل سانيه بديلا في المباريات الثلاث للدولة المضيفة في دور المجموعات، بيد انه لعب أساسيا على حساب فلوريان فيرتس في ثمن النهائي ضد الدنمارك (2-0) السبت الماضي. وقال سانيه إن ألمانيا وإسبانيا «قدما أفضل كرة قدم» في البطولة «علنيا السيطرة على أسلوبنا ثم يمكننا الحاق الأذى بالإسبان». وأضاف جناح بايرن ميونيخ البالغ 28 عاما ان بطل العالم 2014 توني كروس، العائد للمنتخب بعد اعتزاله دوليا قبل 3 سنوات، قد ساهم بمنح ألمانيا السيطرة «لم نكن مستقرين قبل ذلك بما فيه الكفاية، وكان هذا الأمر بمثابة نقطة ضعف كبيرة لنا».
وأضاف: «تخلص (كروس) من هذا الضعف من خلال هدوئه. تجري الأمور بشكل جيد راهنا ونحن سعداء لعودته وجعلنا أقوى».
من جانبه، قال مدرب إسبانيا لويس دي لا فوينتي: «ألمانيا فريق رائع، منظم ومنضبط. لكنهم سيواجهون فريقا يشبههم.. التفاصيل الصغيرة ستحسم هذه المباراة».
وستعيد هذه المباراة ذكريات نهائي 2008 عندما فازت إسبانيا بهدف فرناندو توريس، ثم كررت «لا روخا» هذا الإنجاز بعد سنتين في نصف نهائي مونديال 2010 بهدف كارليس بويول في طريقها إلى لقبها الوحيد في كأس العالم. وقبل مواجهتهما الأخيرة في دور المجموعات لمونديال قطر (1-1)، سحقت إسبانيا ألمانيا بنصف دزينة رهيبة في دوري الأمم الأوروبية.
إلى ذلك، يأمل النجم الألماني توني كروس أن تكون مباراته اليوم أمام أسبانيا ليست الأخيرة له مع منتخب بلاده ومسيرته الحافلة في الملاعب أيضا، إذ صرح قبل انطلاق البطولة بأن مسيرته الكروية ستنتهي بعد آخر مباراة للماكينات الألمانية في البطولة. ويأمل لاعب الوسط المخضرم أن تكون مباراته الأخيرة في الدور النهائي على الملعب الأولمبي ببرلين، لكنه يعلم أن هناك إمكانية لعدم حدوث ذلك في حال تمكنت إسبانيا، المنتخب الأكثر إثارة للإعجاب حتى الآن في البطولة، من إقصاء الدولة المضيفة اليوم في شتوتغارت.
و يتواجه منتخبا فرنسا والبرتغال بقيادة النجمين كيليان مبابي وكريستيانو رونالدو بربع نهائي صاخب في هامبورغ، ضمن كأس أوروبا 2024 المقامة حاليا في ألمانيا.
وتجمع المواجهة بين اثنين من ابرز المنتخبات التي صبت الترشيحات في صالحهما للمنافسة على اللقب، لكنهما لم يقنعا تماما حتى الآن.
وتأهلت فرنسا إلى ربع النهائي للمرة السادسة في آخر سبع بطولات كبرى، رغم عدم تسجيل لاعبيها أي هدف من اللعب المفتوح.
وسجلت فرنسا 3 أهداف فقط في 4 مباريات، أحدها من ركلة جزاء نفذها مبابي والآخران عبر نيران صديقة، بما في ذلك هدف يان فيرتونغن الذي سمح لـ «الزرق» في تخطي بلجيكا 1-0 بثمن النهائي.
وتعرض مبابي لكسر في الأنف خلال مباراة فرنسا الافتتاحية ضد النمسا (1-0)، ما أجبره على الغياب عن مباراة هولندا التي انتهت بالتعادل السلبي ولم يكن اللاعب الجديد لريال مدريد الإسباني في أفضل حالاته منذ عودته.
في المقابل، وصلت البرتغال إلى هذا الدور بعد أن احتاجت إلى ركلات الترجيح للفوز على سلوفينيا عندما تصدى حارس البرتغال ديوغو كوستا لـ 3 ركلات، لكن المباراة ستظل في الأذهان أيضا بسبب دموع رونالدو بعدما أهدر ركلة جزاء في الوقت الإضافي.
كما أدى سعي لاعب النصر السعودي البالغ من العمر 39 عاما لكي يصبح أكبر هداف على الإطلاق في البطولة، إلى إضاعة العديد من المحاولات.
ورغم الانتقادات، واصل المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز الدفاع عن أفضل لاعب في العالم خمس مرات «هو لا يحتاج إلى الاكتراث كثيرا ولهذا السبب أشكره على كونه على ما هو عليه».
وعوضت البرتغال تأخرها لتفوز على التشيك في الوقت القاتل 2-1 في مباراتها الأولى، ثم تغلبت على تركيا 3-0، لكنها خسرت أمام جورجيا في مباراتها الأخيرة 0-2 بعد ان ضمنت التأهل وبتشكيلة رديفة.
وبعدما صام لاعبو البرتغال عن التسجيل لنحو 4 ساعات، يتعين عليهم إيجاد طريقة لاختراق دفاع فرنسا الصلب بقيادة الثنائي وليام صليبا ودايو اوباميكانو.
في المقابل، يتعين على مدرب فرنسا ديدييه ديشان إيجاد البديل عن ادريان رابيو الغائب بداعي الإيقاف.
والتقى المنتخبان في دور المجموعات في النسخة الأخيرة صيف 2021، عندما سجل رونالدو ركلتي جزاء للبرتغال في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2.
وللمفارقة، عندما يتواجه المنتخبان في الأدوار الإقصائية يحرز الفائز منهما دائما اللقب وحدث هذا الأمر في نهائي 2016 عندما توجت البرتغال ضد فرنسا 1-0 في الوقت الإضافي في باريس، وقبلها في نصف نهائي 1984 حين سجل قائد فرنسا الملهم ميشال بلاتيني هدف الفوز في نهاية الوقت الإضافي (3-2) في طريقه إلى منح فرنسا باكورة ألقابها، ثم عندما سجل زين الدين زيدان هدفا ذهبيا من ركلة جزاء (2-1) في نصف نهائي عام 2000.