المجمع السكني “النور2” بمدينة تامسنا يختنق بسبب كارثة بيئية 

جسر التواصل8 مايو 2024آخر تحديث :
 المجمع السكني “النور2” بمدينة تامسنا يختنق بسبب كارثة بيئية 

المحبوب الحسين مراسل جريدة جسر التواصل

يستنكر سكان المجمع السكني النور2 بمدينة تامسنا، ما يعانونه من تلوت بيئي كارثي، بهذه المدينة التي يقال عنها مدينة عصرية حديثة، والتي تقع بالجنوب الشرقي لمدينة الرباط العاصمة الإدارية للمملكة، ويشجب السكان ظهور هذه الكارثة البيئية  التي حلت بهم مؤخرا، والمتمثلة في إحداث مطرح نفايات “مزبلة”، بمركز المجمع السكني “النور2″، والتي لا تبعد إلا بأمتار معدودة عن بعض المجموعات السكنية، والمرافق الإدارية والرياضية، حيث تتصاعد أحيانا أعمدة الدخان السوداء من النيران المشتعلة في واضحة النهار وخلال الليل، مشكلة بين الحين والآخر سحابة دخانية ضبابية، تزكم رائحتها الأنوف، وتخنق الأصحاء فبالأحرى من يعانون من مضاعفات في الجهاز التنفسي، وتحيل بذلك مدينة النور إلى مدينة الظلام، والغريب في الأمر أن هذه المزبلة المهزلة توجد بمحاذاة ملاعب القرب المعطلة والموقوفة النفع للساكنة، هذه الملاعب التي هي عبارة عن لوحة جامدة لملاعب ذات أرضية عشبية بلاستيكية معلقة للزينة والتباهي على صدر هذه المدينة، كما أن بعض دوريات الشرطة الراجلة منها والراكبة، والدوريات المختلطة، وكذا أعوان السلطة المحلية، يحومون بين الحين والآخر حول هذه المزبلة المهزلة، ولا من مبلغ أو زاجر لهذه الجريمة، علما أن هذا الجرم البيئي يشكل جريمة نكراء جنائية عينية واضحة أمام أعين السلطات المحلية، والتي يمكن تكييفها بأنها جريمة بيئية نكراء ذات صبغة جنائية، متمثلة في عدم المحافظة على الصحة العمومية برمي الأزبال في مكان غير مخصص لها، وعدم احترام السلامة الصحية، وتعريض صحة المستهلك للخطر.

 

لقد تجمعت مؤخرا كثبان من النفايات والأزبال مختلفة أنواعها ومصادرها: “بقايا أشجار، زبالة منزلية، مخلفات هدم بنائي، مواد كيميائية وكيماوية، جثث حيوانات نافقة “قطط، فئران، دجاج..”، بقايا ذبيحة وجزارة دجاجية؛ “ريش، أطراف، أمعاء..”، وأسماك نتنة، وفواكه وخضر متعفنة، وقمامة صيدلانية، وقناني أدوية ومبيدات حشرات..” وغيرها من المواد السامة المضرة بالإنسان والحيوان والبيئة، مشكلة بذلك تلا من القمامة والزبل، تفسد وتضر وتمرض الصحة الإنسانية والحيوانية والنباتية..كما تفسد جمالية المنظر الطبيعي للمدينة، حيث تتجمع جحافل الكلاب الضالة والقطط السائبة، وغارات الحشرات السامة التي تتسرب إلى المجموعات السكنية، والتي تغزو رواد المقاهي، والمتسوقين، والمارة المتجولين بالسوق العشوائي للباعة الجائلين “الجوطية”، حيث تعرض الخضر والفواكه والمكسرات والتوابل، واللحوم الحمراء والبيضاء والنقانق.. على الهواء الطلق، منشورة ومرمية على الأرض أو على عربات يدوية أو ثابتة أو مجرورة بدواب، وعلى دراجات ثلاثية العجلات..عربات مهترئة متسخة، تفتقد لأبسط شروط السلامة الصحية، دون حسيب ولا رقيب، ودون مراعاة لشروط الوقاية والسلامة الصحية، كما يصطف بجوار هذه المزبلة المستحدثة، بعشر خطوات طابور للمواطنين في انتظار نوبة ركوب سيارات الأجرة، وفي المقابل بالجهة الأخرى من الشارع على بعد ثلاثين خطوة من المزبلة يتسمر طابور آخر من المواطنين في انتظار قدوم الحافلة ذات الرقم الوحيد اليتيم بالمدينة “خط 39″، والمستغرب له أن هذه المزبلة لا تبعد على حاويات القمامة بالمكان المعد لرمي الأزبال إلا بأمتار معدودة حيث يأتي عمال النظافة بشاحنتهم فيفرغون محتويات الحاويات، ويتركون هذه المزبلة وكأنها شيء لا علاقة له بنظافة المدينة !.

ومن ضمن الأسئلة المطروحة هي: أين هي الجهات الوصية التي تسهر على قطاع النظافة، والجهة الوصية على المراقبة وللحفاظ على الصحة العمومية وسلامة المواطن وحماية المستهلك بمدينة النور؟ وأين نحن من تنفيذ ما ندعيه من شعارات فقاعية، والمغرب قطع أشواطا كبيرة عالميا في محاربة التلوث البيئي، وقد سبق وأن احتضن المؤتمر الدولي للبيئة بمدينة مراكش؟ وإلى متى سيبقى هذا التسيب القانوني، والاستخفاف بصحة المواطن، وحياة الكائن الحي، وسلامة البيئة بهذه المدينة التي تتخبط وتغرق وتختنق..؟

 

الاخبار العاجلة