
جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي

خلال بداية شهر أبريل الماضي كتبت مقالا تحت عنوان” الإدارة التقنية الوطنية…قطار فارغ يسير بدون اتجاه”..وشرحت من خلاله ما تعرفه الإدارة التقنية الوطنية من فوضى..وهي في تراجع وبشكل مخيف ومرعب..سبب هذا التراجع ليس هو التخطيط..بل في كيفية تطويرها..لان التخطيط في الأوراق موجود..والكلام الفارغ في الصحف وعبر الإذاعات والتلفزة هو الحاضر.
كما قمنا بمقاربة بين الوضعية الحالية والوضعية التي كانت عليها الادارة التقنية في سنوات قليلة عندما كان جون بيير مورلان مشرفا عليها، كما أنه كان مكلفا بالتكوين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم..والذي كان رفقة العديد من الأطر الوطنية المتمكنة..خلال عهده كان التواصل سيد الموقف..وكانت الأهداف واضحة..بحيث كانت الاجتماعات دائمة بين الإدارة التقنية والمدراء التقنيين للعصب..وبالتالي فالأهداف كانت مسطرة.. وتوحيد الرؤى كانت واضحة….
وقد أكدنا ان كل هذا لا وجود له الآن..ما هو موجود هو تضخيم الأرقام في انتقاء اللاعبين دون جدوى..مع العلم أننا نبحث عن الكيف وليس الكم..لأن المنتخبات الوطنية لا تقبل إلا المميز…

فشل الإدارة التقنية الوطنية الحالية التي تضم العديد من الجنسيات الأجنبية…تأكدت نهاية الأسبوع الماضي بأكادير..وما عرفته البطولة التي دارت بين منتخبات العصب..التي كان يحسب لها ألف حساب في وقت سابق..وكان الكل ينتظر هذا الموعد التاريخي ..
ما عرفته هذه الدورة من فوضى عارمة..فحسب مصادرنا الخاصة والموثوقة..فقد تم إخبار منتخبات العصب عبر الهاتف وفي ساعات قليلة قبل ضربة البداية..حيث تم الاتصال بأغلب المنتخبات وفي وقت متأخر..مما جعل العديد من رؤساء العصب ومعهم الأطر التقنية يعيشون حالة من الغضب..إلى درجة ان بعض المنتخبات رفضت الحضور إلى اكادير بحكم طول المسافة..لولا تدخل بعض الجهات في اللحظات الأخيرة.. منتخب الشرق قطع حوالي 1200 كيلومتر عبر الحافلة..فكيف سوف يلعب هؤلاء الأطفال و العياء يدب في أجسادهم..ونفس الأمر ينطبق على منتخب عصبة طنجة تطوان الحسيمة..وغيرها من المنتخبات الأخرى؟
وهنا يظهر الارتجال الذي حصل في طريقة سفر المنتخبات المشاركة..والتي تقلص عددها إلى 16 منتخبا بالمقارنة مع الموسم الماضي حيث كان العدد 24 منتخبا.
أكثر من هذا..وعند وصول المنتخبات إلى عاصمة سوس..فقد تم وضع ستة لاعبين في بيت واحد..وهي سابقة في تاريخ التظاهرات السابقة..ونفس الامر ينطبق على الأطر..حيث ثلاثة اطر في بيت واحد..والأغرب ان الأطفال كانوا في جهة وأطرهم في جهة أخرى..فقد غاب التواصل و غابت المراقبة….
ومن الفضائح الكبرى هي انه لم تتم عملية مراقبة رخص اللاعبين..فهل فعلا كان البعض منهم في السن القانوني؟.
وأمام ما حصل هدد العديد بالمغادرة قبل أن تتدخل العديد من الوجوه الرياضية..وفي مقدمتها رئيس عصبة سوس عبد الله أبوالقاسم..ومعه بعض الإداريين من الإدارة التقنية الوطنية..لعودة المياه إلى مجاريها..في حين الأطر التقنية الأجنبية حلت بأكادير من اجل الاستمتاع بشمسها الدافئة..وهي التي لم تعرف ما تقدم ولا ما تؤخر..اما كبير السيد المدير التقني فقد جاء الى اكادير ليلة اليوم الختامي..وظل يتجول بلباسه العادي..وكأنه في جولة سياحية.
وحسب مصادرنا من عين المكان فان دورة هذا العام كانت هي الأضعف على جميع المستويات..بالمقارنة مع السنوات السابقة..لان العديد من الأطر الوطنية كانت تشتغل ليلا ونهارا..سواء في الشمال والوسط والشرق وسوس وغيرها من المناطق… والأمثلة متعددة وكثيرة…مع العلم ان الظروف مغايرة على ما هو عليه الآن..لذلك تم في عهدهم اختيار أجود المواهب الكروية والتي تحمل الآن قميص المنتخب المغربي لاقل من 17..وأبرزهم أسماء اللاعب معالي من اتحاد طنجة..وقطيبة من حسنية اكادير..واللائحة طويلة.
الأجانب الذين يعلمون في الإدارة التقنية الوطنية..والذين يتقاضون رواتب شهرية خيالية زيادة على الامتيازات الأخرى..السيارة والهاتف والتعويضات فشلوا في اختبار بسيط نهاية الأسبوع الذي ودعناه…
الآن الإدارة التقنية الوطنية يتواجد بها فتحي جمال لوحده..والبقية من الأجانب..هنا يطرح السؤال العريض؟
إذا كانت جامعة الكرة في عهد لقجع قد نجحت في العديد من الأوراش..فان ورشة الإدارة التقنية الوطنية.. محبطة ومخيبة للآمال.. وتراجع مستواها يتأكد يوما بعد الأخر..وهنا لابد من مراجعة الأوراق قبل فوات الأوان..
Views: 1







