جسر التواصل/ مراكش
تواصلت فعاليات الدورة السادسة ل«ليالي الشعر الرمضانية»، التي تنظمها دار الشعر بمراكش احتفاء بأجيال وتجارب القصيدة المغربية الحديثة.
وشارك في الأمسية: محمد بوجبيري، ونورالدين الزويتني، وعماد أفقير، وزينة بوحيا، إلى جانب الفنان المنشد مراد أشفاج، وقدم بوجبيري، نص «تغريبة الشاعر» يقول فيه: «يَوَدُّ لَوْ يَنْأى بَعيداً عَنِ الْآخَرين،/ بَعيداً،/ أَيْضاً،/ عَنِ التَّشابُهِ الْمقيمِ فيهِ. / يَلوذُ بالسّامي الشاهِقِ فيهِ،/ وَبِالْخَلِيَّةِ النّائِمَةِ. / يَنْسِفُ قَنْطَرَةَ الْعَوْدَةِ،/ وَأَقاصِياً،/ في سَهْبِ الْغِيّابِ،/ يَشْرُدُ،/ وَمِنْ أَعْلى جِسْرِ الْعُبورِ يُلْقي،/ في النَّهْرِ،/ بِذاكِرَةِ الْإِيّاب. / أَدْرَكَ،/ حَدَّ الْيَقينِ،/ أَنَّ ثَمَّةَ مَنْ يَسْبَحُ في الْيابِسَةِ،/ كَما لَوْ أَنَّها مَسابِحُ مِنْ تَوْقيعِ الْمحيطِ. / يَعيشُ في جُبَّةِ الْوَهْمِ،/ وَيُمْلي عَلى الْآخَرينَ الطَّريقَ.
واختار الشاعر الزويتني، أن يفتتح قراءاته بقصيدة إلى مراكش: «إلى مراكش القصدُ / يقُضُّ ضلوعكَ الوجدُ / إلى الحمراء مُعترِشا / على أسوارها المجدُ / إلى أهلٍ وخِلّانٍ / صفا لك منهمُ الودُّ»، وفي مديح الأم، وضمن ما تفتحه شعرية الذاكرة قرأ الزويتني من ديوانه، الصادر حديثاً، قصيدة «نم ياولدي نم»، أما الشاعر عماد أفقير والمتوج أخيراً بالجائزة الذهبية للقوافي في الشارقة، ومهرجان الشعري العربي (2024)، فيقول في قصيدته: «لا تقفْ صنما»: «أسرج حروفك وأفْلِتِ اللجمَا / وارْكَبْ ضميرك واعتلِ القممَا، إلى أن يقول: ما الشِّعرُ إلا زَفْرةٌ لفحتْ / قلبَ الكئيبِ، فبانَ ما كتَمَا / أو رِيشَةٌ رَسَمتْ سَعادتَهُ / فاطْمَحْ بحرفِكَ، لا تقِفْ صَنما»، وقدمت الشاعرة بوحيا، قصيدتين زجليتين، وهي التي ظلت حريصة على دخول مغامرة الكتابة الشعرية «الزجلية» من أسئلة الحرف والكتابة.
وزع الحضور «فعل التلقي» بين مقامات القصيدة ومقامات السحر، في حوار الشعر والموسيقى ضمن مؤانسات شعرية، حيث التقي الشعراء والفنان المنشد مراد أشفاج، للاحتفاء بلحظة ثقافية ومعرفية ممتعة.