الرباط. محمد الصقلي
اشياء. واردة عن ام كلثوم و متداولة بكثرة. لكن اضافات الجمهور و تناسل الروايات غطى على الحقيقة. لكن ربما الوقائع لا تكاد تبدو الا كخيوط من دخان.
الست ليست ملاكا. و النجومية شأن السلطة اكون او لا اكون. و الويل لمن اعترض الطريق.
في مقامها و شهرتها لم يجرؤ أحد حتى من الد الخصوم ان يزحزحها عن عرشها.
لم تكن فنانة عظيمة فقط بل كان لها شعور انها في ملكوت لا يقبل المنشقين.
لذلك عاب عليها كثيرون غلظة الطبع رغم روحها المرحة. جبروتها في العلاقة بالرجل ما اخر طويلا ارتباطها بزواج.
نصوص اغانيها هي من يوحي بها وهي من يملي مواضيعها و هي من يرى فيها انعكاسات لشخصيتها و غطرستها بحيث لم يكن الشعراء او من حولها من المبدعين سوى طاقم منفذين..
كان رضى النجريدي طبيب الأسنان الشاب وهو ثاني او ثالث ملحن في بداية المشوار.. كان الاول في قائمة ضحاياها حيث رفضت الزواج منه و بلغ به اليأس ان هجر التلحين ثم اختفى.
عاقبت القصبجي على الاهتمام باسمهان غريمتها الأولى و ليلى مراد تخوفا من تزايد شهرتها. ظل القصبجي عشيقا اسيرا لم يتخلص الا بوفاته من زنزانة الست.
اما رامي… فقد كان الخادم المطيع الذي فضحه شعره و ما ان اكتشفت عشقه لها
حتى جعلته من خلال صياغته الشعرية الرقيقة يعيد كل تعاسة الرجل العربي و خيباته المتعاقبة في النصوص التي كتب لها اما من وحيها او يايعاز ماكر منها.
السنباطي رغم كونه حافظ على مسافة في علاقته بها و لم يخضع بالكامل لسلطتها لكنه ايضا ضحية من جهة أخرى. اذ اعظم تلاحينه و عبقريته الاستثنائية
اهدرت في نصوص قد تكون رقيقة في شكلها و جرسها لكن خالية في أغلب الأحيان من سطوة الشعر و نبضه و فتوته.
