شيخ العيطة الحسين السطاتي لجسر التواصل : فن العيطة فن واسع موسوعي، وقد تجمع في فن “العيطة” ما تفرق في غيرها

جسر التواصل27 يناير 2024آخر تحديث :
شيخ العيطة الحسين السطاتي لجسر التواصل : فن العيطة فن واسع موسوعي، وقد تجمع في فن “العيطة” ما تفرق في غيرها

 

  جسر التواصل : أولا مرحبا بك من جديد بجريدتكم “جسر التواصل”، هناك من قراء الجريدة من لا يعرف من هو الفنان الشعبي “الحسين السطاتي”، هلا عرفت بنفسك ؟
الحسين السطاتي: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية خالصة للجمهور الكريم، وجزيل الشكر لمنبركم الإعلامي   “جسر التواصل ” على الاستضافة وتشجيعها الدائم للفن وللفنانين من كل الألوان الفنية،..أُعرف بنفسي: اسمي الكامل المحبوب الحسين بن محمد، واسمي الفني والأدبي “الحسين السطاتي”، فنان شعبي، موسيقي عازف كمان ومغني لفن العيطة “شيخ للعيطة”، من مواليد 28 ماي 1973، كاتب قاص وروائي وشاعر زجال، ودركي متقاعد برتبة “أجودان”..متزوج ولي ثلاثة أبناء “بذرة وريحانة ومحمد”.

  جسر التواصل : شاركت مؤخرا بتاريخ (24/01/2024)، في إحياء حفل توقيع ديوان شعري “أمي الغالية”، للأديبة “زولفا الصيفي” بمدينة الرباط، كيف كانت مشاركتك بهذا الحفل الأدبي الثقافي؟ وقربنا من أجواء هذه الأمسية؟
الحسين السطاتي: كانت مشاركة جد رائعة، عرس ثقافي بهيج، مر في أجواء احتفالية راقية، تخللته الكلمة والبسمة والنغمة والدغمة، أديت خلاله وصلات غنائية من فن العيطة، بين فقرات برنامج الحفل من قراءات شعرية، وكلمات في حق الشاعرة صاحبة العرس، أشكر من خلال جريدتكم كل من الحضور الكريم، وأشكر اللجنة المنظمة لهذا الحفل، الذي مر في أجواء جد رائعة، وجزيل الشكر للشاعرة “زولفا الصيفي” التي جمعتنا في هذا الحفل، الذي ضم رجال إعلام وأدباء وشعراء وطلبة جامعيين..

  جسر التواصل : المعروف أن فن العيطة ينشط الأعراس والحفلات الخاصة والسهرات العمومية والمهرجانات، فكيف دخل إلى حفلات التوقيع والصالونات الأدبية؟
الحسين السطاتي: فن العيطة هو فن شامل كامل، تجده في الدوار والمدشر كما تجده في البحر والقصر، يعشقه الخفير والأمير..فن واسع موسوعي، وقد تجمع في فن “العيطة” ما تفرق في غيرها، هي موسيقى وشعر وغناء ورقص ومسرح..فكلام العيطة هو شعر بلغة عامية مغربية عربية “عروبية” ضاربة في عمق الريف المغربي، وقد خلد منذ قرون خلت، كان ومازال وسيبقى خالدا، كما نجد العيطة تضم القصيدة القصة، والقصيدة الرواية، وحتى الأسطورة، وتتخلل وصلات العيطة رقصات وفكاهة..لهذا فالعيطة أولى بأن تكون حاضرة في توقيعات كتب لشعراء وأدباء.. وأشكر جزيل الشكر الجمعية الوطنية لفن العيطة والأدب الشعبي في اسم رئيسها الأستاذ الباحث في فن العيطة والشاعر الزجال السيد “لطفي العوادي” والأديب الصحفي الأستاذ “حفيظ بنكميل”،وجميع أعضاء هذه الجمعية، التي فسحت لي المجال للمشاركة في حفلات توقيع كتب ومهرجانات..

  جسر التواصل : يلاحظ أن لباسك كلاسيكي وتوجهك الفني أيضا، ترتدي أزياء تقليدية: “الجلباب والجبادور والسلهام والبلغة، والطربوش..”، لماذا لا نرى الحسين السطاتي في أزياء عصرية أو صيحات للموضى؟

الحسين السطاتي: أنا أصلا بدوي ريفي من بادية “أولاد عبو” منطقة “أولاد سعيد”، جهة سطات الدار البيضاء الكبرى، ونشأتي قروية محضة، لا أعير اهتماما لصيحات الموضة أو آخر مستجدات شركات الأزياء، ولست مثل بعض الفنانين الذين تغريهم الماركات المعروفة، لأني أعتبرها طريقتهم لبيع منتجاتهم وتسويقها، لهذا أختار في لباسي العصري ما يناسبني ويتلاءم مع سني ومع الزمان والمكان، المهم أن يكون لباسي سترا لي نظيفا ومنسقا، أما فيما يتعلق بارتداء الزي التقليدي فأنا فنان شعبي “شيخ للعيطة” وخاصة “العيطة المرساوية”، فهو فن بدوي رعوي، واللباس التقليدي هو الزي الذي عُرف به هذا الفن الموسيقي الغنائي على مر السنين. كما أنني أشعر بفخر واعتزاز وأنا أرتدي الزي التقليدي في الحفلات، حيث يعد جزءا من هويتي المغربية والريفية على الخصوص. ومن حسن حظي أنني كنت أزاول مهنة الخياطة التقليدية للرجال صانع تقليدي “متعلم”، قبل دخولي لسلك الدرك الملكي، لهذا أختار لباسي التقليدي بعناية كبيرة.

  جسر التواصل :تحيي كفنان شعبي “شيخ للعيطة” حفلات توقيع كتب شعرية وأدبية، وفي الأعراس والمهرجانات.. فهل “الحسين السطاتي” يعمل في النوادي الليلية والمطاعم والملاهي والفنادق؟

الحسين السطاتي: طبعا، بصفتي فنان شعبي “شيخ للعيطة”، فأنا أحيي حفلات خاصة، وأعراس، وأشارك بمواسيم فلاحية وبمهرجانات، وأعمل أحيانا بالنوادي الليلية والمطاعم والمقاهي والملاهي والفنادق، لأن جمهور كبير من عشاق فن العيطة يكون في المؤسسات السياحية والمراقص الليلية، وحتى المواضيع التي تعالجها القصيدة العيطية هي مقبولة بل هي المفضلة في هذه الأماكن، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فهي تضمن لي مدخولا ماديا، واللقاء مع الجمهور، إضافة أنها تشكل لي مادة دسمة في كتاباتي الأدبية، فيما يتعلق بالمقالة والقصة والرواية، وأجد متعة وأنا أعمل في هذه الأماكن، وإن الاشتغال في هذه الفضاءات لا يلغي ثقافتي ولا إنسانيتي ولا مبادئي أو أخلاقي ولا مواقفي الشخصية التي أدافع عليها، فبحكم تجربتي الحياتية ومهني السابقة كدركي ضابط للشرطة القضائية والعسكرية، أعرف جيدا أن هذه الأماكن مثل كافة الأماكن الأخرى، المهم أحترم فني وأحترم جمهوري، فهذه الأماكن هي عزاء للفنان المعطل على الأقل يمرن صوته ويغني ويلتقي بالجمهور ويشحن بطاريته الفنية، لأن الغناء بالنسبة للفنان كالهواء والأكل والشرب من الضروريات، والغناء في الملاهي الليلية هو واقع وظاهرة اجتماعية شأنها في ذلك شأن القضايا الاجتماعية الأخرى، يجب الفصل بين الثقافة الفنية والأخلاق، فهناك نواد ليلية توجد بأماكن مختلفة عبر ربوع المملكة المغربية.
  جسر التواصل : بصفتك فنان شعبي “شيخ للعيطة”، وكاتب قاص وروائي وشاعر زجال، هل من جديد في مجال الكتابة والزجل؟
الحسين السطاتي: أكتب حاليا في الفصول الأخيرة من روايتي التي اخترت لها مؤقتا عنوان “العين الزرقاء”، وقد استلهمت أحداث هذه الرواية وشخصياتها من “عيطة العين”، وهي أغنية عيطية تراثية من فن العيطة البلدية الفيلالية الجرفية، رواية رومانسية ايروتيكية، تحكي قصة حب عذري عنيف بين شابين من منطقة الراشيدية بالجنوب الشرقي المغربي أحبا بعضهما البعض، لكن الفوارق الطبقية الاجتماعية والنزاعات القبلية.. وقفت حاجزا منيعا ضد هذا الحب، حيث أن الشاب يمتهن خياطا وينحدر من أسرة فقيرة، والده فلاح بسيط و”طيان” صانع فخار، والشابة حسناء من عائلة ثرية بنت “ولد القايد”..وتدور أحداث الرواية بين مدينتي الراشيدية وسطات، كما أواصل الكتابة في ديواني الزجلي تحت عنوان “عيطة سروت الحصبة”، وفي عمل مسرحي اخترت له عنوان “عيطة الغابة”.

  جسر التواصل : لماذا نجد “الحسين السطاتي” يوجه لوما ونقدا إلى المسؤولين في إبداعاته الموسيقية والأدبية ؟

الحسين السطاتي: أنا فنان، سواء بصفتي موسيقيا عازف كمان “كومنجي” ومغني “شيخ للعيطة”، أو شاعرا زجالا أو كاتبا قاصا وروائيا، ولكل فنان رسالة، لذلك أوجه نقدا للفنانين الموسيقيين ولكل مسؤول مُقصر في مسؤوليته، لأنني أريد مغربا حداثيا ..مغرب الديمقراطية، لأنني أريد برنامجا تعليميا جادا ومنتجا للجميع وبالمجان، لأنني أريد منظومة صحية وشروط تضمن سلامة المواطنين، لأنني أريد العدالة الاجتماعية، وأريد مجتمع الكرامة وليس مجتمع تلقي الحسنات والاتكالية على الغير، ولأنني أريد أن أُحَاسب وأحاسِب، الأولى بفتحة السين والثانية بكسرها، لأنني أريد المساواة بين الرجل والمرأة، وأريد أن يعيش الفنان ومنه “شيخ العيطة” بكرامة، ولأنني أريد شبابا مبدعا وخلاقا وليس مدمنا مخدرات وسموما وهداما، ولأنني أريد فضح كل أشكال الفساد، ولأنني أرفض ثقافة الريع.

  جسر التواصل : كلمة أخيرة لجمهورك ؟
الحسين السطاتي: الله يديم نعمه علينا، نعمة الأمن والأمان في وطننا الحبيب، والله يحفظ وينصر ملكنا الهمام، وشكرا جزيلا للجمهور الكريم على التشجيع والدعم المادي والمعنوي، فبفضل الله عز وجل، وبفضل الجمهور تكون لي دافعية قوية للاجتهاد وللعطاء والاستمرارية لمواصلة الغناء والكتابة، وبالقراءة نرتقي وندعم بعضنا..وأعده أنني سأعطي كل ما في وسعي لفن العيطة من موقعي كفنان ممارس شيخ للعيطة وككاتب، وسأظل وفيا لهذا التوجه الموسيقي، للمساهمة في الحفاظ على هذا الفن التراثي الأصيل، وشكرا لجميع المنابر الإعلامية التي تساهم بجد في إعطاء إشعاع للفن وللفنانين المغاربة وتنوير الحقل الفني المغربي، وجزيل الشكر والامتنان لمنبركم الإعلامي جريدة “جسر التواصل” الذي شيد لي هذا الجسر المتين لأقف عليه وأطل منه على الجمهور الكريم، وأتمنى من الله عز وجل أن يوفقكم حتى أسمع ل”راديو جسر التواصل”، وأسمع وأشاهد قناة خاصة “جسر التواصل”، كما استمتعنا واستفدنا من برنامجكم الإذاعي الشهير جسر التواصل، وفقكم الله ولكم تحياتي الخالصة.

الاخبار العاجلة