
عمر عاقيـــــــل
لا يمكن لأي مغربي النيل من جهد المجموعة المغربية رغم تعادلها أمام الكونغو الديمقراطية إلا إذا كان صاحب نية سيئة مبيتة اتجاه لاعب بعينه أو ضد اختيارات المدرب للاعبين، ومتوهم من يفسر الإنتقادات المنطقية والواقعية التي تلت تعادل الأسود بإمكانها تقويض معنويات اللاعبين في مسار تحقيق حلم المغاربة وقتل طموحهم الذي كبر بعد إنجاز كأس العالم، وثقتهم في النخبة الوطنية ومدربها الذي لا يختلف عليه إثنان وفطنته في كيفية تدبير المرحلة القادمة من النهائيات.
في مباراة زامبيا من الحكمة المحافظة على التوازن الفكري للاعبين، والسيطرة على أي إنفعال أو أي ثقة مطلقة أو الغرور المفرط ما يمكن الأسود من حتمية الدخول في المباراة بروح جديدة وعزيمة أكبر لتحقيق نتيجة من شأنها الرفع من عزيمة الأسود قبل مواجهة دور خروج المغلوب، تلك الرؤية يمكن أن تضع لاعبي المنتخب المغربي في أجواء نفسية مع ما يحيط المباراة من أجواء حارة، والتعامل معها بذكاء، ومتى ما استحضرت المجموعة الوطنية وصفة التفوق المونديالي حينها يمكن للاعبين الإحساس بالقدرة على مجاراة المنتخبات الأفريقية، وتجاوز عامل تحقيق المفاجأة لا قدر الله.
لست مبالغا إذا ما اعتبرت مباراة زامبيا بأنها المحك الحقيقي لقدرات اللاعبين لاسترجاع الثقة المفقودة وبيان صواب منهج الإعداد للكان، وإظهار الجاهزية الكاملة قبيل الدخول في دور خروج المغلوب، ما يفرض استعدادا يتماشى مع ظروف المناخ وأسلوب لعب المنتخب وشخصية لاعبيه، ما يسترعي ذلك يقظة لاعبينا والمدرب الركراكي لعدم السماح بالخسارة أو حتى التعادل وتقديم العرض المرضي طوال شوطي المباراة لتعزيز عامل الفوز والرفع من معنويات اللاعبين.
بعد التعادل المخيب والأداء غير المرضي أمام الكونغو الديمقراطية وما رافقه من سجال خرج الكثير ليبرزوا وجود ضعف في قائمة اللاعبين الذين اختارهم الركراكي للمهمة القارية، وسواء اتفقنا أم لم نتفق تبقى الكلمة الفصل لهؤلاء اللاعبين لتأكيد جدارتهم وحسن اختيار المدرب لهم، ولتكن نقطة الإنطلاق من مباراة زامبيا عبر أداء يرتقي وأهمية المناسبة.
لا نريد أن ندخل في مقارنة عمل مدرب خلال كأس العالم وفي كأس افريقيا حيث تختلف الظروف، ومع ما يحصل من فوضى الإنتقاذات وتناحر عند كل سقطة في الأداء، إلا أن ما يبدد مخاوفنا في إطار التمني والسعي والرغبة لتحقيق اللقب، والجزء الأعظم من قناعتنا بعمل المدرب يدلل به على أهمية قدرة المنتخب لتأدية واجب المشاركة في بطولة بلاعبين قادرين على تحمل كل الضغوطات لإحداث توازن داخل المجموعة، وبخبرة تمكنهم من تغيير الأداء الذي أظهروه أمام الكونغو الديمقراطية.
كل ذلك يأتي من خلال قدرة الركراكي في اسهماته الكبيرة في الرفع من الضغط على اللاعبين وتحمله كامل المسؤولة في تهيئة الأجواء المناسبة وصناعة نفسية اللاعبين وفق احقيتهم بحمل قميص الأسود وما يقدمونه من عطاء بشكل جدي بدءا من لقاء زامبيا.