(غيض من فيض لمن يجهل من هم المغاربة و يعري عن جهله الفاضح) للشاعر عبد العزيز حنان

جسر التواصل1 مايو 2020آخر تحديث :
(غيض من فيض لمن يجهل من هم المغاربة و يعري عن جهله الفاضح) للشاعر عبد العزيز حنان

عبد العزيز حنان
الدار البيضاء في 29-30 أبريل 2020

أسود الأطلس ، بلادي …

*******
يقول المفكر العربي الكبير جبران خليل جبران في قصيدة المواكب :
والحق للعزم، والأرواح أن قويت …. سادت وان ضعفت حلت بها الغير
ففي العرينـة ريــح ليس يقربـــه …. بـو الثعالب غاب الأسد أم حضروا
وفي الزرازيــر جبن وهي طائرة …. وفي البــزاة شموخ وهي تحتضــر
والعزم في الروح حق ليس ينكره …. عزم السواعد شاء الناس أم نكروا
فإن رأيــت ضعيفــــا سائـــــدا فعلى …. قوم إذا ما رأوا أشباههم نفــــروا
…….
أنبأْني ،
ابْن زيادٍ …!
بأَيِّ قلبٍ ،
أحرقْتَ المراكبَ كلها ؟؟؟
و بأيِّ إيمانٍ ،
خاطبْتَ الجموع ،
تحثُّهم …
لا مفَرَ من الثبات ؟؟؟
فإمّا شهادة ،
أو حياةُ عِـزّ …
خلّدتْها الصخرة ،
تاريخا مجيدا …
من أرض الأطلس ،
مهما توالتِ الحِقب ُ…

أنبأْني ،
سِبْطَ الرسول …!
كيف آوتْـكَ زَرْهُونُ ؟؟؟
و كيف بفاسَ ،
امْتدَّ النورُ الزكيُّ …
فأوْجد دولة ،
أرْستْ أُسَّهَا ،
عزائمُ الإيمان …
يُقَوِّيها ،
شموخ القِمم ،
و الإقدامُ الحُرُّ …؟؟؟
أكْـرِمْ بِهم ،
بنوا الأحرار ،
أمازغُ …
عطّر قلوبَهم ،
الدّين السّمحُ ،
و الإيمان …
و من طُهْره النّسبُ …

أنبأْني ،
ابنَ تاشفين …!
مِن تُخوم الرّمل ،
تبني حضارة …
و الحمراءُ البهْجة ،
شاهدة …
توَحّد ما تفرّقَ .
و بالأندلس ،
أعدْتَ وهَج المسلمين …
بعدما ،
أصابَها زمنا ، العطَبُ .

أنبأْني ،
ابنَ تُومَرْت …!
كيف صدحْتَ ،
مْن تِنْمِلَ …
تُعيد هيْبة الأحرار …
بعدما ،
وهنتْ عزائمُ ،
و تراختْ هِممُ ؟؟؟
فاسأل ،
أيُّها النّاعقُ …!
سَــلْ
صومعة حسّان …
و التّوْأمَ الخيرالدَةَ .
تُنْبئْك الآثارُ شاخصة …
تحْكي ،
ما لمْ تُسجِّلْه الكتبُ …

يا مَنْ تعيبُ ، مِن جهْل …!
مهلاً .
فالجهل مُصيبةٌ …
و داءٌ ،
إنِ اسْتشْرى …
ما له دواءُ .
يُردِي صاحبه ،
لِقعْر المصائب …
ما يُقيم خرائبَهُ ،
اعتذارُ لسانٍ ،
بلا لِجام ،
دَيْدَنُه الهُراءُ و الكذبُ …

سَــلِ التاريخَ ،
عن السّعديين و مَنْ قبلَهم ،
يعلِّمْك ما جهلْتَ …
يُـزِحْ عن عقلك ،
تَرَّهاتٍ …
عمَّرتْ طويلا ….
فاسْتغْلظ فيه الغرور ،
هيْكلٌ ، جِذْعُه قصَبُ .

سَــلِ زهرةَ المدائنِ ،
عن باب المغاربة …
سَــلْ صلاحَ الدين ،
عن حيِّ الأشاوِسِ ..
بني الأطلس …
يخبرْك عمَّنْ جَهِلْتَهم .
أهلُ النّجدة ،
من المغرب …
متى كان مِن الشرق ،
اسْتغاثة أو طلَبُ ….

قلّبْ صفحةَ التاريخ ،
عنِ الإسماعيلِ العلويّ،
بطلا …
سَـلْ بلاطَ الفرنسيين ،
سَـلْ تاجَ بْريطانيا ،
تعْرفْ مَن هم ،
أسود الأطلس ، عَلَا زَئيرُهم …
لا يُقْعدهم بُعدٌ ،
و لا
تفُتُّ عزائمَهم ،
صُروفُ الأيام …
و لَا
مِن كثْرتَها النُّوَبُ …

أَ تعرفُ بنَ يوسفَ ؟؟؟
اخْتار النَّفيَ ،
على عَرْشٍ مُزيَّفٍ …
فألْهبَ الجُموعَ ،
مُلتَفَّة .
مهْما تنافرتْ ،
مهْما فرّقتها الأفكار ،
و المواقفُ .
فكانوا للتّحْريرِ جمْراً ،
يحرقُ العِدَى …
و كانتِ الأرواحُ منهم ،
لِأجْل الكرامة ،
حطَبُ .

سَـلِ السّوِيسَ ،
سَـلِ الجُولانَ …
حين هبَّ الأسودُ ،
للنَّجْدة ….
اسْتَرخَصوا الأرواح ..
لُيُوث تزْأرُ ،
شجاعةً …
مُرابطون ،
ما وَلَّوِا الأدْبارَ .
و مَا ،
مِن رِباطِهم مَلُّوا أوْ تَعِبوا .

هلْ علِمْتَ ،
ملْحمةَ القرْن ،
نداءُ ملكٍ …
و استجابةُ شعْبٍ …
ملْحمة ،
ترُدُّ الحقَّ لأهلِه ،
مِمَّنْ غصْباً ،
حقُّنَا اغْتصَبوا

و ها نحن .
مهْما اشْرأبَّتْ بأعناقِها ،
الصِّعاب …
نبْني دوْلةَ الحقِّ .
نُصلحُ الأعْطاب .
نسُدُّ منافذَ الريح ،
عَاتيَة تلْفحُنا …
نُحصِّن الذَّات ،
بالتّاريخ المجيد ….
و بالآمال تُشرق من القلوب ،
شامخةً تنْتَصبُ .

أسْدٌ ….
مهْما غابَتْ ،
فبِالْعرِينِ ريحُها …
لا تقربُه الخفافيش .
و لا الثَّعالبُ – مِن جُبنِها –
منهُ تقْتربُ .

الرِّيف هَامتُنا …
الأطلسُ عِمادُنا …
و امتدادُ الصحراء ،
صِدْق العزائم ،
تُخْصِبُها …
تُعمِرُها …
ما يُضيرُها ، نَعيقُ غِرْبان .
و لا طنينُ زنابيرَ ،
نحْن البُزَاةُ عِـزَّةً ….
نحْن الْهِزَبْر ،
هيْبَةً ….
فإذا رأيتَ ،
” نُيوبَ الليْثِ بارزةً “
اِحذَرْها .
و احْذرِ الأُسْدَ ،
إنْ طَالكَ منْها مِخْلَبُ .
////////////////////////////////////

إضاءات :

* ابن زياد : طارق بن زياد صاحب الخطبة الشهيرة ، قائد فتح الأندلس سنة 62 هجرية الموافق ل 681 ميلادية
*الصخرة : هي جبل طارق المعروفى حتى الآن و المضيق المسمى باسمه .
* سبط الرسول : هو إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مؤسس الدولة الإدريسية سنة 172 هجرية
* زرهون : مدينة زرهون المغربية (وسط البلاد قرب مدينة مكناس)، هي من أولى المدن الإسلامية في منطقة شمال أفريقيا، اذ اتخذها مولاي إدريس الأكبر، مؤسس دولة الأدارسة عاصمة لدولته بعد مبايعة قبيلة «أوربة» الأمازيغية له سنة 788 ميلادية، تمثل بذلك هذه المدينة الصغيرة بحجمها، والكبيرة بتاريخها، عاصمة لأول دولة إسلامية بالمغرب، مستقلة عن المشر.
* أمازغ : الإنسان الحر النبيل
* ابن تاشفين: يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية، ينتمي إلى قبيلة لمتونة و هي إحدى قبيلة صنهاجة . وهي قبيلة كبيرة بربرية .ينسبها العديدون من المؤرخين و بن خلدون إلى أصول الحميريين باليمن مثل قبيلة كتامة .
* الحمراء / البهجة : من الأوصاف التي تعرف بها مدينة مراكش المغربية .
* ” ما تفرق بالأندلس ” إشارة إلى الحملات التي قام بها يوسف بن تاشفين لتوحيد بلاد الأندلس بعد التمزق الذي عرفته بسبب ملوك الطوائف و طمع ملوك قشتالة ( ألفونسو السادس ) لاستعادة السيطرة على المنطقة .في معركة الزلاقة ثم كانت حملة ثانية في موقعة الأرك لنفس السبب
* ابن تومرت : حسب بن خلدون : هو محمد بن عبد الله بن وجليد بن بامصال بن حمزة بن عيس . يعتبر مؤسس الدولة الموحدية . كانت مؤلفاته عاملا أساسيا في انتشار الأشعرية في المغرب . مزج بين أفكار بن حزم الظاهري خصوصا فيما يتعلق بمحاربة التقليد و الاحتكار المذهبي .
* تنمل : قرية تبعد بحوالي 100 كلم جنوب مراكش في الطريق المؤدية إلى تارودانت و بها مسجد يحمل نفس الاسم بناه السلطان عبد المومن الموحدي تخليدا لذكرى ابن تومرت . إذ بالقرية استتقرابن تومرت في عام 515 هجري/ 1121 ميلادي، وشكل نواة الحركة الموحدية وبهذا الموضع وُوري الثرى في عام 521 هجري / 1130 ميلادي.
* الخيرالدا : المئدنة و هي ما تبقى من المسجد الكبير الذي بناه المغاربة بإشبلية مشابهة لمسجد الكتبية . و هي الآن من أهم المعالم الأثرية بالمدينة و ضمت إلى سلسلة التراث العالمي .
* زهرة المدائن ، مدينة القدس
* باب المغاربة : أحد أبواب المسجد الأقصى الشهير يُذكر أنَّ باب المغاربة بابٌ ذو أهمية كبيرة في المسجد الأقصى المبارك حيث يقع في السور الغربي من المسجد، وسُمي بباب المغاربة؛ نسبة إلى حارة المغاربة التي تقع في الخارج منه، وقد عُرفَ أيضًا باسم “باب البراق” وهو أقرب الأبواب إلى حائط البراق وعرف أيضًا باسم “باب النبي” حيث كانوا يعتقدون بعبور النبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- منه إلى المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، ورويَّ أيضًا أنَّ الفاروق -رضي الله عنه- دخل منه بعد الفتح الإسلامي. ويطلق على هذا الباب اسم ثالث وهو “باب حارة المغاربة
* حي المغاربة و صلاح الدين الأيوبي : ” أسكنت هنا من يثبتون في البر و يبطشون في البحر و خير من يؤتمنون على المسجد الأقصى و على المدينة “
يعود الحديث هنا إلى صلاح الدين الأيوبي، القائد الإسلامي الذي استرجع القدس قبل أكثر من ثمانية قرون، وحررها من يد الاحتلال الصليبي، وضمير الجماعة في حديثه هذا يعود على المغاربة الذين طلب منهم الإقامة بشكل دائم في المدينة المقدسة، بعد أن شاركوا في تحريرها .
* المولى إسماعيل : واحد من أعظم سلاطين الدولة العلوية كانت له سفارات في معظم الممالك الأوروبية و أشهر السفراء السفير بن عائشة لدى بلاد لويس الرابع عشر .
* ابن يوسف : هو الاسم الأكثر شهرة لملك المغرب الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه . و بهذا الاسم صدحت جموع المغاربة بعد نفي الأسرة الملكية في مظاهرات عارمة ( بَنْ يُوسَفْ إِلَى عَرْشِهْ ).
* السويس : على الجبهة المصرية توجهت تجريدة ثانية مغربية للقوات المسلحة الملكية تتكون من فرقة الاشتباكات المدربة على حرب الصحراء. وقد رابطت في منطقت “السويس”، وقاومت بشدة هجوم الإسرائيليين عليها، إذ منعت تقدم قوات “العدو” في منطقة “الثغرة”. وبمجرد ما دخلت القوات العسكرية المغربية إلى التراب المصري بمنطقة “السويس” حلت محل وحدتين مصريتين، لتقوم بحماية مؤخرة الجيش الثالث المصري (الذي كان محاصرا من طرف القوات الإسرائيلية في جنوب الضفة الشرقية لقناة “السويس”)، ولتشن هجوما مضادا في منطقة “الثغرة” في حالة إنزال قوات إسرائيلية .
لما وصلت القوات الإسرائيلية إلى جبل “عتاقة” واقتربت من “منطقة الأدبية”، حاولت أن تحكم الحصار على الجيش الثالث المصري، فوجدت أمامها قوة مكونة من الجنود المغاربة موزعين على الخنادق، وبذلك كانت القوات المغربية تحمي ظهر القاهرة لتمركزها في نقطة استراتيجية هامة، إذ أنها كانت تراقب كل تسرب إسرائيلي محتمل في طريقين: الطريق الأولى الساحلية المعبدة والرابطة بين مدينتي السويس والقاهرة، والطريق الثانية الغير معبدة والرابطة بين “رأس الأدبية” ومنطقة “حلوان” الصناعية .
* الجولان : حينما نشب القتال في شهر أكتوبر سنة 1973 بين إسرائيل والجيش السوري، كانت القوات المغربية مرابطة في جبهة “الجولان”، بقيادة الجنرال عبد السلام الصفريوي. فيلق مغربي آخر كان معسكرا بالأردن، تحرك نحو سوريا وشارك في عدة معارك بمجرد الإعلان عن نشوب الحرب. عناصر التجريدة المغربية اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية، ودخلوا في معارك مدفعية عنيفة بواسطة سياراتها المصفحة والمدافع المضادة للطائرات .
تمكن المغاربة من تحقيق تقدم سريع وإحراز انتصارات أثارت دهشة الجميع، رغم شدة المعارك الحامية الوطيس ضد الجيش الإسرائيلي كما أن القوات المغربية كانت تشكل على سفح وجنبات مرتفع “هرمون” بجبل الشيخ السدالمنيع الذي يحول دون تقدم القوات الإسرائيلية نحو دمشق .
خلال الحرب كانت إحدى فصائل التجريدة المغربية مهددة بعد أن فقدت في معركة ضارية أسلحتها الثقيلة ووجدت نفسها في يوم من الأيام العصيبة مهددة في رجالها. في تلك الواقعة كانت الفصيلة المغربية أمام فيلق من مدرعات ودبابات الجيش الإسرائيلي. أمام هذا الوضع أعطى الجنرال الصفريوي تعليماته لبضعة جنود كي يتقدموا راجلين ليواجهوا فيلق الإسرائيليين بأسلحة لا تتعدى مدافع “البازوكا”. الجنود المغاربة دخلوا راجلين في معركة مع الجيش الإسرائيلي المجهز بأسلحة ثقيلة، وتمكنوا من تحطيم دبابة إسرائيلية، فتوقف فيلق عدو الجنود المغاربة، وكسبت الفصيلة المغربية نصرا في معركة من معارك الحرب .
* ملحمة القرن : المسيرة الخضراء 6 نونبر 1975 .
* زنازير : حشرات تشبه النحل يظرب بها المثل في الخوف .
* الباز أو ( الطير الحر) : تنتمي صقور البازإلى الحيوانات أحادية الزوج , أي أنها تتزاوج مع زوج وعمرها .
– يتميز الباز بسرعته الهائلة أثناء الطيران ، فمثلاً عند الهبوط للأرض لالتقاط الفريسة يمكن الهبوط بسرعة تزيد عن مائتين وأربعين كيلو متر في الساعة
تميز طائر الباز بامتلاكه بصر حاد جدا حيث يمكنه الرؤية بمعدل اعلى ثمان مرات من البشر .
الهزبر : الأسد الكاسر ، الضخم الصلب .

الاخبار العاجلة