دار الفنون بالدار البيضاء تحتفي بإصدار ” في محراب التشكيل : مقامات حوارية ” للكاتب محمد معتصم .

جسر التواصل26 نوفمبر 2023آخر تحديث :
دار الفنون بالدار البيضاء تحتفي بإصدار ” في محراب التشكيل : مقامات حوارية ” للكاتب محمد معتصم .

جسر التواصل الدار البيضاء
يوقع الكاتب والاعلامي محمد معتصم اصداره ” في محراب التشكيل : مقامات حوارية “، يوم الأربعاء 29 نونبر 2023 على الساعة السابعة مساء بدار الفنون بالدار البيضاء بحضور الناقدين الجماليين ادريس كثير وبنيونس عميروش .
يشكل هذا الكتاب تجربة فريدة تهدف الغوص في عالم التشكيل بالاقتراب من الفنانين التشكيليين أنفسهم عبر محاورتهم حول تجاربهم الجمالية والانطولوجية ، وأيضا عبر مجاورتهم في محرابهم ، حيث استطاع الكاتب والاعلامي محمد معتصم أن يجعل من محاورة ثلاثين فنانا مغربيا من تجارب ومشارب مختلفة.. فرصة للنفاد الى عوالمهم التشكيلية .

في تقديم للإصدار ، كتب الناقد الجمالي ادريس كثير :
” يعدّ هذا الكتاب سيرة فنية لزمرة من الفنانين و الفنانات المغاربة بضمير المتكلم و المحاور. هي سيرة ذاتية لأنها ترصد كيف سار الفنان (ة) منذ طفولته على درب الجمال و التشكيل و هي لهذين القيمتين الأخيرتين سيرة فنية استطيقية تترك للفنان(ة) الفرصة للحديث بكل تلقائية و حرية عن تجربته و موضوعاته و تلويناته ليرسم لنا آفاق هذا الفن العتيد و الحديث بالمغرب.
نذر الناقد الجمالي محمد معتصم كتابه هذا الموسوم “في محراب التشكيل الجزء 2” ليكون وثيقة للنقاد و الدارسين معتمدا على خطة أدبية منهجية محكمة تنطبق على كل الفنانين و الفنانات المستهدفين في هذا السفر كاختيار العتبة التي منها يطل الناقد على مسيرة الفنان(ة) سواء في البحث عن عنوان للحوار أو عن العناوين الفرعية أو في تقديم موجز للمنجز المقصود ، ثم التدرج في الأسئلة بالوقوف على البداية و على الدوافع و الحوافز ثم مساءلة اللوحة وألوانها و البحث عن الاتجاه أو المدرسة الفنية لتأطيرها و تأطير المعارض المنجزة الفردية و الجماعية و التساؤل عن الرسائل و الحكم المبتغاة من وراء كل هذه الحيثيات والاختيارات.
هذا الكتاب عمل بيوغرافي من نوع آخر غير القصد الآلي و التاريخي المباشر للسيرة الذاتية .فهو يقدم لنا تعريفا متكاملا عن الفنان(ة) بلسانه و في حوار معه .كما يقدم لنا الدواعي الذاتية و الدوافع الموضوعية التي كانت من وراء تجربة هذا الفنان (ة) أو ذاك ، و يميل إلى دفع المحاور (ة) إلى وصف تجربته و تأطيرها و كذا تقويمها ، و هذه العناصر تعتبر مادة خام للجمالي الناقد المهتم بالجماليات سواء بالتأريخ لها أو بنقدها .إن أهمية هذه البيبليوغرافيا تكمن في هذا النوع من التصنيف و الترتيب و توفير المعطيات التاريخية و الفنية للمهتمين بالجماليات المغربية . يكفي فخرا هذا الكتاب المحراب أنه قدّم مبادئ و أوليات الاعتكاف و التأمل الدراسي للمنجز الفني بالمغرب بلسان أصحابه(ها). كملامستنا للحروفي عند الفنان عبد الله الحريري و علاقتها الأصلية بالتجريد و التلوين في سياق من المهابة و الاعتزاز. و الوقوف مليا أمام منحوتات الفنان عبد الرحمان رحول و لوحاته “كاستعارات مجالية” تتراوح بين التشكيل و النحت و التركيب و التهييء بأسلوب تكعيبي هندسي يتحدى الهندسة الأوقليدية في تراكم الأشكال بعضها على بعض و تساكن الأوان و الهيئات.
إضافة إلى الانطباعية المغربية و الرومانسية كما تتجلى في أعمال الفنان الحبيب لمسفر و عبد السلام نوار .و تيمة الجسد الأيقوني الأنثوي كما هو لدى الفنان عبد العزيز السيد و الفنانة فوزية جسوس و عبد الإله الشاهدي..
دون أن نغفل الاتجاه الواقعي كما يبدو لدى عند عبد الرحمان رشد و عبد الحق سليم ..و لا نعدم الدور النقدي الذي يقوم به العديد من الفنانين من داخل ورشة التشكيل كما يمارسه بنيونس عميروش و عزيز أزغاي..
إذا استثنينا العصاميين و الفطريين من الفنانين المغاربة يمكننا أن نؤكد على الدور الريادي الذي لعبته مدرسة الفنون الجميلة سواء بالبيضاء أو بتطوان.. و على الدور التكويني لأساتذتها وهم من كبار الفنانين و الفنانات المغاربة و على احتضان تجارب و تيارات وطنية خالصة ..إن الكتاب شهادات حوارية تؤرخ لهذين المدرسيتين و المعلمتين و تمنحهما دورا تربويا و فنيا في استشراء الجمال و القيم الفنية الكبرى بالمغرب.
طبعا يبرز دور الآخر في مساهمته سواء في تأسيس الفن التشكيلي المغربي أو في اكتشافه و النهوض به و تطويره فالفضل في كل هذا يعود إلى المدارس و المعاهد الغربية ( فرنسا،إسبانيا ،بولونيا ،بلجيكا ..)التي احتضنت العديد من الفنانين و الفنانات المغاربة في فضاءاتها و مدرجاتها .. و منحتهم تكوينا رصينا و شواهد عليا يمكنهم بها خوض غمار تجربة الإبداع في التربة المغربية تراثا وحداثة .كما يعود الفضل إلى الكثير من الفنانين الأجانب الذين أقاموا بين ظهرانينا و استوطنوا مدنا مغربية بعينها كماجورال بمراكش وفرديريك دامغراد بالصويرة و غيرهما بأصيلة مدينة الفنون و طنجة .. كأوجين دو لاكروى وهنري ماتيس و ألبير ماركي و شارل كاموان… و ساهموا بدورهم في اغناء المجال الفني الجمالي بإبداعاتهم و من خلال تلويناتهم و قدموا العون للعديد من الفنانين المغاربة و احتضنوهم . كما كان لهم السبق في اكتشاف أسماء واعدة بات لها حضورا وازنا في الساحة الوطنية و الدولية.
بمثل هذا الرصد و التتبع و المناولة يمكن الحديث عن إبداع جمالي مغربي .. تجاوز التقليد و التأثر السلبي و يعمل جاهدا على توطين أعماله في التربة الوطنية.
إذا كانت الحداثة هي وضع الانتقالي ، الهارب ، العرضي في الأبدي الذي لا يتبدل ، و كانت بعد ذلك هي إخلاء الأبدي من المؤقت و الإبقاء على شاعريته الحقيقية فإن مدخلها الأساس في الثقافة المغربية كان من بوابة الفن و الفن التشكيلي و التلويني على الخصوص ..ثم تيمة و كتابة..
كما يمكن أن نلمس معالم ما بعد حداثية واضحة في العديد من المنجزات الفنية التشكيلية لفنانين مغاربة كما هي مجسدة في أعمال ربيع و المليحي و بلكاهية.”
يذكر أن محمد معتصم ، قاص ،اعلامي وعضو اتحاد كتاب المغرب ، ينشر ابداعاته وكتاباته بجرائد ومجلات مغربية وعربية ، صدر له :
ـ ” في محراب التشكيل : مقامات حوارية ” عن دار النشر أبي رقراق بالرباط .
ـ ” في محراب التشكيل ” الجزء الأول .2016
ـ ” مخايل المطر : حوارات في القصة القصيرة ” ، 2014 .
ـ ” سيمفونية النوارس ” قصص عن دار الوطن . 2013 .
ـ ” محمد القطيب الثناني : مسار مبدع ” دار النشر أبي رقراق . 2005 .
قيد الطبع : كتاب بعنوان ” المثقف وأسئلة السياسة ” .
قريبا الجزء الثالث من كتاب ” في محراب التشكيل ” .
قريبا ” نزيف العراء ” رواية .

الاخبار العاجلة